التقمص العاطفي في علم النفس
19-06-2023 02:08 AM
عمون - التقمص العاطفي هو مصطلح يشير إلى القدرة على استيعاب وفهم مشاعر الآخرين والتواصل معهم على مستوى عاطفي يعتبر التقمص العاطفي إسفنجًا شعوريًا يمتص الإجهاد والمشاعر الإيجابية من الآخرين يختلف التقمص العاطفي عن التعاطف العادي بكونه أكثر وعيًا بمشاعر الآخرين ويساعد على تلقي تواصل عميق مع وجدان الشخص المقابل، مما يفيد في التأثير عليه إيجابًا وحل مشكلاته.
ظهر مفهوم التقمص العاطفي لأول مرة كجزء من "التعاطف الجمالي" في دراسات علم النفس في ألمانيا وأمريكا. وقد اكتسب التقمص العاطفي أهمية ثقافية مع تزايد حاجة الأفراد إلى الاستشارة النفسية بعد الحرب العالمية الثانية. وقد وجد المختصون أن التقمص العاطفي يعد مهارة علاجية تساعد الأطباء النفسيين على فهم تجارب الآخرين وتحسين عملية العلاج.
تتشكل قدرة التقمص العاطفي في مرحلة الطفولة وتتطور مع التجارب والتربية تلعب توجيهات المربين والمعلمين دورًا هامًا في تنمية الشعور بالآخرين وحث الأطفال على وضع أنفسهم في مواقف الآخرين ومحاولة فهمهم. يتطلب التقمص العاطفي وعيًا عميقًا للمشاعر والاحتياجات العاطفية للآخرين، ويتطلب أيضًا تنمية القدرة على التفاعل بشكل صادق وتعاطفي.
تعتبر قراءة لغة أجساد الآخرين جزءًا من التقمص العاطفي، حيث يتم تقييم وضع الآخرين ومشاعرهم من خلال لغة جسدهم الظاهرة. يتضمن التقمص العاطفي أيضًا محاولة محاكاة لغة جسد مماثلة للآخرين، والمشاركة في مشاعرهم والتعبير عن التعاطف والتفهم لهم.
يمكن استخدام التقمص العاطفي في العديد من المجالات، مثل بناء العلاقات الاجتماعية الصحية وتحسين التواصل في المجتمع. يمكن أن يكون للتقمص العاطفي دورًا هامًا في العمل الجماعي بين الموظفين والمديرين، وفي تعزيز العلاقات الزوجية وتحسين جودة الحياة الزوجية. كما يمكن أن يسهم التقمص العاطفي في تحسين العلاقة بين الوالدين والأبناء.
مهما كانت الاستخدامات والفوائد المحتملة للتقمص العاطفي، يجب أن يتم ممارسته بحذر واحترام لحفظ التوازن العاطفي للفرد نفسه والآخرين يجب أن يكون التقمص العاطفي قائمًا على الصدق والنية الحسنة لفهم ومساعدة الآخرين، دون التضحية بالحاجات الشخصية والصحة العاطفية.