لتخلُد ذكراكم في ضمائر الاوفياء
فيصل تايه
20-12-2022 12:15 AM
اليوم ، امتزجت مشاعر الحزن بأحاسيس الفخر والاعتزاز ، واختلطت دموع الفراق ببسمات ترسم على الوجه حب الوطن ، وسمت في علياء المجد ارواح ونفوس برهنت للاجيال مصداق اقوالها بأفعالها ، ورجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، ودماء روّت ارض الأردن بطيب المسك والعنبر ، لتخلُد ذكراهم في ضمائر الاوفياء ، ولتزغرد السماء لعرس شهادتهم ، فهنيئاً لكم أيها الشهداء بهذه المنزلة العالية الرفيعة والعظيمة التي كتبت لكم بأمر الله فأكرمكم بها .
اليوم ، نذرتم أنفسكم للحظات الحقّ ومواقف العزّ والكرامة، لتلبّوا نداء الواجب فداءَ تراب الوطن الطهور ، مِن أجل حماية وطنكم من شر الذين باعوا أنفسهم للشيطان ، وباعوا آخرتهم بدنياهم ، فسالت دماؤكم الزكيّة لتسطروا بها سجلّاً حافلاً بالبطولة والتضحية ، فقدّمتم لرفعة هذا الوطن أغلى ما يُجاد به ، وضعتم أرواحكم على أكفّكم تحملون رسالة الوطن ، لتزهر ارضنا بنقاء ارواحكم الصادقة وثورة دمائهم الزكية ، فهنيئاً لذويكم هذه المكانة الرفيعة ، فعاقبة الشهداء السعداء ان يكونوا فرحين مستبشرين بما اتاهم الله من فضله.
قصة العطاء التي رسمها شهداء اليوم هي قصة البطولة والفداء والتضحية في مواجهة المجرمين التكفيريين ، فلم يجزع -هؤلاء الابطال- من عرافي الضّلالات والأكاذيب، والتأويل المريب وصناعة الإرهاب ، فهؤلاء البغاة ، من سادوا ومادوا وعادوا إلى عاد ، يجوبون الصخر في الواد، وأرهبوا وخربوا وعاثوا الفساد ، فكنتم -أيها الأبطال- لهم بالمرصاد سيفاً مسلولاً ، فقد كانت خيلكم كالموريات قدحاً ونقعاً ، وسلاحكم أصدق أنباءً ، فحسب المجرمين أكاذيبهم وخرط القتاد ، وما اقترفت أياديهم ، فمعاذ الله منهم وعمّا يؤفكون .
نعم ، سيكون مصير هؤلاء القتلة ، من شراذم الخراب والدمار ، ومعهم كل من نزع غيرته وكرامته وخان التراب الذي ولد فيه وتنكر لوطنه ، في مزبلة التأريخ بعد أن خاب ظنهم وضل سعيهم ، فكلما أوقد العملاء الباغين التكفيريين نيران الشر ، سنطفئُها -بفضل من الله- ولن نبقِ لها من أثر ، فقد أن الآوان ان ينتهي زمن الشر ، لتكون خاتمة المكائد والفتن ، فشعبنا الأردني الواحد المجيد المغوار ، يجمعه التآخي والتوحيد والرجولة .
وأخيرا .. أيها الأحباب مازلتم في قلوبنا ، وفِي ضمائرنا ، أنشودة في لسان الشرفاء من أبناء هذا الوطن ، وكفاكم فخرا ان سقيتم بدمائكم ، شجرة حياتنا ، فسلامٌ عليكم أيها الشهداء ، وقد استحضرتم سدرة المنتهى ببيعة الرضوان ، جنود آمنوا بربهم وزادهم هدى، وكانوا على الموعد مع من سبقوهم من الشهداء ، يمضون على طريق الحق ، ممن دافعوا عن الوطن ، ونالوا فضل الشهادة التي لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم..
رحمكم الله ، شهداء الواجب ، وربط على قلوب أسرهم وأهلكم ، والدعاء لله أن يخفف على المصابين ويعجل في شفائهم ..