بين الشهداء والشبيلات جنازات ويوم حزين
باسم سكجها
19-12-2022 06:10 PM
يؤسفني أنّ آخر ما تمّ بيني وأبي فرحان، ليث الشبيلات، كان اشتباكاً في الرأي، فليس به تُختصر علاقتي معه لأنّها كانت من وحي لحظة سياسية عابرة، أمّا العُمر السياسي فقد حمل كثير الكثير من الودّ والاحترام، وليس سرّاً أنّني نشرت له وعنه ما لم يستطع الآخرون مجرّد التحدّث به، وعلى مدار عشرات السنوات…
ويؤسفني أنّ اليوم الذي دُفن فيه ليث كان يوم جنازات في أنحاء الأردن، حيث راح أبناؤنا ضحايا وشهداء فكر تكفيري، وإذا كان أبو فرحان إسلامياً فلم يكن في يوم تكفيرياً، بل كان مناضلاً عاقلاً، ضدّ كلّ من يحمل ذلك الفكر، كما كان مكافحاً للظلم والظلام، دون أن يخشى لومة لائم…
أمس، كان يوماً حزيناً بكلّ المقاييس، فقبله كان كمين في وضع صعب ملتبس، استثمره تكفيريون، ليقتلوا ضابطاً كفؤاً من الأمن العام، وأوصل إلى كمين آخر ذهب ضحيته شهداء وجرحى من زملائه. أمس كان يوم جنازات مؤسفة توحّد فيها كلّ الأردنيين بين معارضة تريد الخير للوطن، وبين أمن عام محترم ومحترف يريد الحفاظ على للوطن.
أمس كان يوم جنازات في أنحاء الوطن، يمتلئ حزناً وموتاً، ولعلّ هؤلاء الذين لاقوا ربّهم جميعهم كانوا قربان حياة للبلاد والعباد، فالموت يوحّدنا أحياناً، ولكنّ الحياة الأردنية الجميلة توحّدنا أكثر، ورحم الله شهداء الأمن العام، ورحمك الله يا ليث الشبيلات، فلا بدّ أنّ هناك من مغزى، ولا بدّ أنّ هناك من عبر ودروس…