كيفين مورفي يتحدث عن أولويات وخطط إريكسون في الأردن
19-12-2022 11:46 AM
عمون - مقابلة مع كيفين مورفي، مدير شركة إريكسون في الأردن، ونائب الرئيس ورئيس وحدة العملاء في اريكسون شمال الشرق الأوسط
1. ما هي أولويات إريكسون في الأردن؟
تنطوي صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على إمكانات لا حصر لها، وتمثل الشبكات الخلوية الأساس الذي تنطلق منه رحلة التحول الرقمي في المنطقة لتعزيز انتشار وتبني التكنولوجيا. وقد أصبحت شبكات الجيل الرابع والخامس الآن مكونات أساسية لبناء القدرة التنافسية للمنطقة بهدف إنجاز خطط التحول الرقمي التي تتمحور حول الجانب الاقتصادي للقطاع العام. ومن الواضح أن دعم الابتكارات الإقليمية في مجال التكنولوجيا الخلوية ورفع مستوى المعرفة الرقمية وقدرات المواهب والكفاءات في المنطقة سيكون أمراً بالغ الأهمية لتحيقيق هذا الهدف.
ونحن نركز على الاستفادة من قدراتنا وإرثنا القوي وخبراتنا الواسعة للمساهمة في المنظومة التي تبنيها المملكة، ودعم تأسيس بيئة مواتية لريادة الأعمال وإنشاء شركات جديدة ومشاريع تنموية في ضوء رؤية الأردن 2025. وكانت مشاركتنا الأخيرة في منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منطقة البحر الميت فرصة مهمة لمناقشة الفرص التي تتيحها تقنية الجيل الخامس، وكيف يمكنها دفع أجندة الاستدامة.
وفي سياق توفير المزيد من الدعم لقدرات الاتصال، أصدرنا مؤخراً تقريراً يسلط الضوء على الفوائد الاقتصادية المحتملة لشبكة الجيل الخامس في الأسواق الناشئة. إذ يمكن للدول التي يتوفر فيها دعم تنظيمي وحكومي ملائم، تحقيق نمو في إجمالي الناتج المحلي يتراوح بين 0.3% و0.46% حتى عام 2035، مع تقديرات بوصول نسبة التكلفة إلى المزايا إلى ما بين ثلاثة وسبعة أضعاف. وتستند خيارات النشر هذه إلى افتراض أولي يتمثل في إضافة عناصر أساسية لشبكات الجيل الخامس في شبكة الراديو الحالية. كما تستكشف الخيارات الأخرى المزايا الإضافية لإضافة تغطية طيف شبكة الجيل الخامس منخفض النطاق بما يتجاوز تلك العناصر الأساسية، وذلك لتوفير تغطية جغرافية أوسع في المجال الأدنى لقدرات الجيل الخامس، والتي تناسب عمليات النشر المناسبة لمناطق النشاط الزراعي أو اللوجستي، أو تغطية طيف الجيل الخامس متوسط النطاق، لتقديم تغطية جغرافية أقل لكل موقع من مواقع الشبكة، ولكن بسعة وسرعة أعلى، والتي تلائم منشآت التصنيع والعمليات الآلية والصناعة والخدمات المتقدمة.
وقد بدأنا نلمس بالفعل الإمكانات الهائلة لشبكة الجيل الخامس، ونحن نتطلع إلى مواصلة رحلتنا في الأردن، والمساهمة في أجندة التحول الرقمي والتنقلية فيها، والتعاون مع عملائنا وشركائنا والجهات المعنية الرئيسية لتسريع بناء مستقبل رقمي مستدام للمملكة.
2. ما هي الخطوات التي تتخذها إريكسون لتوطيد علاقتها مع الشركاء المحليين؟
إذا ما تناولنا علاقتنا مع المملكة الأردنية الهاشمية، فقد قمنا بتأسيس مكتبنا الإقليمي في الأردن منذ أكثر من 40 عاماً، ويضم هذا المكتب اليوم أكثر من 70 موظفاً يتمتعون بالتزام قوي تجاه مسيرة التحول الرقمي في المملكة. أما أنا فقد قمت بالانتقال إلى الأردن في عام 2021 لكي أشرف بشكل مباشر على الفرص التي تقدمها إريكسون للمملكة بالتعاون مع زملائي الذين يشغلون مناصب قيادية إقليمية رئيسية هنا، ويتيح لنا هذا الأمر إبراز أفضل ما تنطوي عليه قدرات الاتصال للأردن ومنطقة المشرق العربي برمتها.
وفي الشهر الماضي، رافق وفد أعمال سويدي صاحب السمو الملك كارل السادس عشر غوستاف والملكة سيلفيا ملكة السويد، في زيارة ملكية للأردن لإعادة توطيد علاقات الصداقة العميقة والتاريخية بين الأردن والسويد. وشارك في الوفد رئيس إريكسون لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا فادي فرعون الذي زارني هنا في المملكة للقاء شركائنا ومزودي خدمات الاتصالات لمناقشة أوجه التعاون الحالية والمستقبلية، ودراسة الفرص العديدة التي تلوح بالأفق لتطوير قدرات الشبكة.
وفي سياق العمل على تعزيز الكفاءات الأردنية والدولية في مكتبنا بالمملكة، فأنا، كرئيس لإريكسون في منطقة شمال الشرق الأوسط، وأعضاء فريق القيادة الرئيسيين لهذه المنطقة موجودون في الأردن، وذلك لضمان الانغماس الكامل في الفرص التي تنتظر الأردن والمنطقة برمتها. وإن لمن الرائع جداً أن نلتقي بشركائنا هنا بشكل مباشر، ونحن نتطلع إلى تعزيز أواصر التعاون معهم في المستقبل.
3. هل يمكن لتكنولوجيا الجيل الخامس تحويل المجتمعات؟
تعد شبكة الجيل الخامس شبكة الهاتف المحمول الأكثر تقدماً وكفاءة اليوم، وهي تمثل تطوراً هائلاً لمعايير الاتصال الحالية من الجيل الثاني والثالث والرابع. فهي أسرع بما يصل إلى 100 مرة من شبكة الجيل الرابع، وتتيح قدرتها الكبيرة في نقل البيانات بزمن استجابة منخفض للغاية، إجراء الاتصالات الهامة في الوقت الفعلي، مما يدعم التقنيات الرقمية التي تقود التحول الرقمي اليوم.
ويعد الاتصال الأسرع، والاستجابة الأسرع، والسعة المتزايدة بعضاً من مزايا شبكة الجيل الخامس التي أدت إلى تعزيز مكانة التكنولوجيا في السنوات الأخيرة. وبات الكثيرون يرون بأن هذه الشبكة عبارة عن أداة رئيسية لانتقالنا إلى مجتمع أكثر رقمية. وتتمتع شبكة الجيل الخامس بإمكانات هائلة قادرة على تحويل المجتمعات والصناعات في منطقة الشرق الأوسط، وتحسين التجارب اليومية للمستخدمين بشكل كبير. وبعبارة أخرى أكثر واقعية، تتمتع شبكة الجيل الخامس بالقدرة على تمكين العديد من الخدمات مثل خدمات الصحة الإلكترونية، والمركبات المتصلة، والألعاب السحابية المتنقلة المتقدمة.
ومع ذلك، فإن الاستثمار المتواصل في تعزيز سعة الشبكة ونطاق تغطيتها، فضلاً عن الخدمات والعروض المبتكرة، سيكون ضرورياً بالنسبة للموجة التالية من المستهلكين المشتركين بالجيل الخامس. وقد أصدرت إريكسون في الشهر الماضي أكبر دراسة عالمية للمستهلك على الإطلاق، ومن الواضح وفق الدراسة أن مستخدمي الجيل الخامس الحاليين والمستقبليين يتوقعون أن تكون تجارب الجيل الخامس المبتكرة جزءاً رئيسياً من خطة اشتراكهم في النطاق العريض للأجهزة المحمولة. كما يلحظ التقرير أن الموجة التالية من مستهلكي الجيل الخامس، التي ستتجاوز الموجة الأولى من أوائل المستخدمين، سيكون لديها توقعات أعلى بشأن السعة والتغطية.
ووفقاً لتقرير التنقل من إريكسون، فإن الاشتراكات العالمية بشبكة الجيل الخامس ستواصل النمو بشكل متسارع لتصل إلى أكثر من مليار اشتراك بحلول نهاية هذا العام، وإلى نحو خمسة مليارات اشتراك بحلول نهاية عام 2028، وذلك على الرغم من التحديات الاقتصادية الحالية والمتوقعة في أجزاء كثيرة من العالم، وهو يمثل 55% من جميع الاشتراكات. ومن المتوقع خلال الإطار الزمني نفسه أن تبلغ التغطية السكانية لشبكات الجيل الخامس 85%، وستكون مسؤولة عن حوالي 70% من حركة مرور البيانات للهاتف المحمول، كما أنها ستستحوذ على كامل نسبة النمو لحركة مرور البيانات المعاصرة.
ومع مضينا نحو عام 2025 واستمرار نشر شبكات الجيل الخامس، سيصبح النمو الهائل للعمليات من أكبر التحديات بالنسبة لأداء الطاقة. وتعتقد إريكسون أنه من الممكن توسيع نطاق شبكة الجيل الخامس، مع كسر منحنى الطاقة في الوقت نفسه. ونحن ندعم عملاءنا ليكونوا أكثر كفاءة واستدامة في استخدام الطاقة وأكثر فعالية من حيث التكلفة بالتزامن مع قيامهم بتوسيع نطاق الجيل الخامس دون المساومة على أهدافهم التجارية وأهداف الاستدامة.
4. على خلفية مشاركتكم في مؤتمر الأطراف COP27 في مصر مؤخراً، كيف تعمل إريكسون على تطوير أجندة الاستدامة
نعتقد أن المناقشات بشأن الاستدامة والتي تطرق إليها مؤتمر الأطراف COP27 كانت ضرورية لنجاح أعمالنا على المدى الطويل، إلا أن الأهم من ذلك هو كيف ستساهم هذه النقاشات بتحفيز التعاون والعمل للتصدي لأزمة المناخ. وتعتبر الاستدامة والممارسات المسؤولة للأعمال من الأمور الأساسية في استراتيجية إريكسون وثقافتها في جميع أنحاء العالم.
وقد قمنا في المؤتمر بتقديم جميع أنواع الحلول، بدءاً بالحلول المستندة إلى الطبيعة، وصولاً إلى حلول الطاقة. ولهذا أعلنا عن دعمنا للقمة السابعة للعمل المناخي، التي استضافتها إريكسون بالتعاون مع شركائنا، ومبادرة خارطة الطريق التسارعية للعمل المناخي، وحركة "ليس لدينا المزيد من الوقت"، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقمنا باستضافة حوار على هامش مؤتمر الأطراف جمعنا خلاله العديد من قادة الفكر للوقوف على العقبات الرئيسية التي تواجه جهود التخفيف من حدة التغير المناخي وتعزيز التكيف والمرونة.
ونحن ندعم دائما أي توجه في هذا الخصوص. وقد حددت إريكسون طموحاً طويل الأجل يتمثل في أن تصبح خالية من الكربون بحلول عام 2040، بينما تتيح حلولنا المبتكرة لمشغلي الشبكات تقليل استهلاك الطاقة عبر شبكاتهم باستخدام تقنيات متقدمة تؤدي إلى تحسين أداء استهلاك الطاقة في الشبكات. وفي الحقيقة، فقد أطلقنا مؤخراً نظام الراديو 6646 الذي يخفض استهلاك الطاقة بنسبة 40% مقارنة بأجهزة الراديو ثلاثية النطاق ذات التغطية الأحادية، وبوزن أقل بنسبة 60% بما في ذلك معدل استخدام الألمنيوم، مما يقلل أيضاً من الأثر البيئي للموقع.
وتتمتع صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بإمكانيات فريدة لدعم وتمكين القطاعات الصناعية الأخرى من المضي قدماً نحو اقتصاد منخفض الكربون، سيكون عاملاً رئيسياً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وعلاوة على ذلك، تشير أبحاث أريكسون إلى أن حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمكن أن تقلل انبعاثات الكربون العالمية بنسبة تصل إلى 15٪ بحلول عام 2030، لذلك نحن نعمل باستمرار على دعم المجتمع بالتكنولوجيا التي يمكن أن تحدث تأثيراً إيجابياً، ونقوم في الوقت نفسه بتقليل بصمتنا الكربونية سواء لعملياتنا أو للمنتجات التي نطورها.