ها قد رحل ابو فرحان بهدوء عن الدنيا الفانية.. تناول طعام الغداء ظهر اليوم عند صهره يسار قطارنة وزوجته، وعاد الى بيته في مرج الحمام، وأخذ قسطاً من النوم ولم يدر أن المنايا له بالمرصاد، حيث تلقى جلطة لم تؤخر له أجل، قبل وصوله المشفى..
شبيلات برأيي هو أبرز وأصدق معارض سياسي أردني، لم يتسلق أو يتملق، وغالب نظرياته كانت لحماية النظام من تغول مراكز الدفع التلقائي التي أُتخمت على حساب الأردنيين، وحسبه أنه كان يوصل رسائله مباشرة دون تجريح أو ادعاءات غاياتها الطعن في شرعية الملك كما يفعل صغار المتأهبين للركوب على ظهر المعارضة للوصول الى مآربهم، بل كان يؤكد في كل مرة أنه يخشى على العرش من الطارئين الذين يستغلون بحبوحة النظام لزرع الفتنة بين النظام والشعب..
الفقيد قبض علي متلبساً بالصلاة في أحد المساجد قبل سنوات، وقال لي انتظرني بعد الصلاة خارج المسجد، وكال لي انتقادات حادة لما خرج به أحد الأقرباء، الذي كان في صفه يوما ما، ضد فئة خاصة واستهدف بها مركز قرار عال وطيف من الشعب، وقال لي:
يا فايز متى كنا نشتم النساء ونقذف، نحن عندما ننتقد ننتقد لأجل الوطن، وحماية للنظام والاستقرار وإعادة السيادة الكاملة للوطن والشعب، وجملة طويلة من نظريات القيادة الراشدة والمواطنة الصالحة، ومنع الفاسدين من التغول على رقاب الشعب..
رحل الرجل بهدوء، ولن يزعج أحداً بعد اليوم، وليت البعض يتعلم قليلا كيف تكون المعارضة الوطنية لصالح العامة لا لغاياتهم الخاصة.
تعازي الحارة لأبناء الفقيد وأصهاره الأعزاء جميعا.
الصورة للمرحوم قبيل ظهر الاحد في الصيدلية، كما وردتني