من قطر الى المغرب 2022 عام عربي بامتياز، كسبت قطر الرهان بما قدمته من تنظيم عالمي مذهل للمونديال، وجعلت من نسخته العربية تحفه هائلة متقدمة على كل ما سبقها من نسخ. ليس هذا كل شيئ:
إنها نسخة فريدة بما كشفته من تقارب قوي في مستوى المنتخبات المشاركة على عكس النسخ السابقة، شاهدنا منتخبات أنداد ومستويات فنية ولياقة بدنية متقاربة، وشاهدنا المفاجأت الواحدة تلو الأخرى على مستوى نتائج المباريات وسقوط التوقعات.
مونديال عربي بامتياز، لقد أشعل منتخب السعودية الذي توشح أمير قطر علمها في مباراتها حماسنا بعد فوزه التاريخي على منتخب الارجنتين بطل العالم في هذه النسخة مقدماً أداءً عالمياً، وأطلق شعلة في نفوسنا شعلة جعلتنا نحلق خلف مونديال العرب.
ليكمل منتخب المغرب "أسود الأطلسي" هذا الإنجاز العربي، مقصياً كبار المنتخبات العالمية، ويجلس في مربعه الذهبي في سابقة تاريخية لم تتحق إلا بنسخة المونديال العربية.
لقد أحيا فينا أداء المنتخب المغربي ما أصاب شعورنا العربي من فتور واعتلال منذ عام 1990 عندما أصبح منتخب العرب ومحط رجائهم وآمالهم وتشجيعهم ودعواتهم وأمانيهم، ولم تغب صورة أمير قطر الوسيم وهو يتوشح أعلام دول المنتخبات العربية المشاركة عن هذا الشعور، بكل حركة إنفعال عفوية منفلتة صادقة خرجت منه خلال لحظات المبارايات الحاسمة التي ضمت منتخبات عربية.
مونديال قطر أدخل الدهشة والفرحة إلى قلوبنا، على مساحة الأرض العربية والإنسان العربي، واطلق ثقتنا بأننا شعوباً ودولاً قادرين على الإنجاز، ليس هناك لغة أجمل وأكثر تأثيراً من لغة الابداع، أنها لغة ساحرة فاتنة تأخذنا لإعادة اكتشاف أنفسنا من جديد وتضعنا على طريق مليئ بالأماني والاجتهاد.
أبدعت قطر دولة وأميراً وشعباً ومؤسسسات في أخراج هذه النسخة الفريدة من المونديال العالمي وقدمت صورة عربية بهية نباهي بها العالم. وما بذل على المونديال من مال وجهد واجتهاد كان في مكانه الصحيح، وسيكون الحديث بعد المونديال غير الحديث قبله.
شكراً قطر شكراً سمو أميرها وشيخها شكراً لكل من أسهم في الإعداد لهذه النسخة الفريدة من المونديال.
من المحيط إلى الخليج... من كل العرب... شكراً درة خليجنا... شكراً قطر.