عندما تصبح الانتخابات تهديدا أمنيا
فهد الخيطان
03-11-2010 02:45 AM
استنفار قوات الأمن والدرك لتطويق نتائج العملية الديمقراطية!
هل يبالغ المسؤولون في حالة الاستنفار الامني ليوم الانتخابات ام ان التوتر المجتمعي قد بلغ مرحلة صار معها يهدد »العرس الانتخابي« بالعنف والسلاح?
حال الديمقراطية والانتخابات في بلداننا العربية يثير الشفقة حقا, بالأمس كان الامريكيون يقترعون في الانتخابات النصفية للكونغرس ولا يكاد المرء يلحظ وجود رجل امن او درك قرب مراكز الاقتراع.
في انتخابات سابقة لم تكن قوات الأمن تحتاج الى كل هذه الاستعدادات وحالة الاستنفار لضبط الوضع الأمني, اليوم يبدو الأمر مختلفا تماما, فكل دائرة انتخابية مرشحة لأن تتحول الى بؤرة امنية ساخنة, ما يقتضي من قوات الدرك نشر نحو 20 الف رجل في يوم الاقتراع والى جانبهم الالاف من رجال الامن العام, فيما تكون باقي الاجهزة العسكرية والامنية في حالة تأهب.
في الديمقراطيات المستقرة يشكل يوم الانتخابات مناسبة وطنية تقدم المجتمعات فيها ارقى ما لديها من تقاليد سياسية تعبر من خلاله عن حالة التضامن الشعبي والسلم المجتمعي في اطار من التنافس الديمقراطي السلمي.
الديمقراطيات المشوهة هي التي تدفع ثمن تعثرها وقلقها وتصبح الانتخابات بالنسبة لها مصدر خوف يستدعي استنفارا امنيا كما لو اننا في افغانستان او العراق.
هذا ليس ذنب الاجهزة الامنية فواجبها يتطلب الاستعداد لكل الاحتمالات واتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لحماية العملية الانتخابية ومنع وقوع العنف والجريمة, المسؤولية تقع على الدولة والمجتمع, فمن راقب ظاهرة العنف المجتمعي المتصاعد في البلاد في السنوات الاخيرة عليه ان يتوقع الاسوأ في مثل هذه المناسبات »الديمقراطية«. ومن صمم قانونا للانتخاب يساهم في تشظي المجتمع ويغذي الولاءات والهويات الفرعية عليه ان يتعامل مع الانتخابات كقضية امنية بامتياز, ولا كاستحقاق دستوري او مشاركة من اجل التغيير كما تروج الحكومة.
نأمل ان لا نرى عنفا يوم الاقتراع او بعد اعلان النتائج, لأن المجتمع لم يعد يحتمل المزيد من الصراعات والانقسامات, ففيه ما يكفيه من المظاهر المخجلة اخرها ما حدث في جامعتي اليرموك واربد الاهلية وانتهى بتقديم العشرات من الطلاب الى محكمة امن الدولة.
من كان يتصور ان ينتهي الأمر بجيل التغيير وقادة المستقبل في السجون وامام المحاكم.
لم يخرج احد من المسؤولين ليعلق على ما حدث. القضية برمتها ظلت رواية امنية وكأن ما يحدث ليس من فعل السياسيين وسياساتهم.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)