منذ عشرين عاما نتحدث عن الخراب في هذا البلد ، هذا عندما نغضب ونقول اننا دخلنا مئويتنا الثانية وقد صنعنا الانجازات والمعجزات ، هذا عندما نرضى، ونقول نريد حكومة انقاذ وما ان تأتي تلك الحكومة وتنتهي من مراسم المباركة الشعبية والتباهي ان الوزير الفلاني من قريتنا صمد او كثربا بالكرك او من سما وسميا بالمفرق حتى نعود لنجلد الحكومة بكرابيجنا واسواطنا ونبدأ بالمطالبة بحكومة تنقذنا من الحكومة التي جائت لتنقذنا.

هؤلاء النواب كغيرهم ممن سبقوهم وعلى الاقل منذ العام ٢٠١٢ عندما اقال جلالة الملك المجلس السادس عشر وكان قد مضى من عمره سنتين ، ولغاية اليوم ونحن نردد نفس العبارات ان هذا المجلس لا يمثلنا، وان لم يكن لا يمثلنا فمن يمثل اذا، هل يمثل الجالية السورية ام العمالة المصرية في بلدنا ، وهل هو صنيعة روسيا ام اختيار شعب تركيا ؟.

ألم ننتخبهم ونقدم اصواتنا قربانا لقربهم او جيرتهم او لاننا من اهل عشائرهم او امتنانا لعطاياهم وهداياهم ثم نعود لننادي بصوت عالي "ما بدنا اياهم".

يطل علينا البعض من على شاشات التلفاز او من خلال منابر وسائل التواصل الاجتماعي وقد كان بالامس مسؤولا ويقول انه كان مكبولا
ومغلولا وانه كان صابرا على الاعوجاج مجبورا ومقهورا ليتحدث لنا عن خفايا وخبايا ربيعه وخريفه وهو العبد الفقير صاحب الضمير عندما كان وزيرا او مديرا او سفيرا٠

سؤالنا، لماذا لم يستقيل مثلا لطالما كان حريصا وغيورا على الوطن وآلامه؟.

واحيانا يأتينا الناصح الامين ومعه الخبر اليقين والحل البديل ويقول باعوها ونهبوها وسلبوها وكأنه يتحدث عن جزر ما وراء البحار!.

لماذا لا يدلنا على اولئك الذين عاثوا بارصنا الفساد وظلموا العباد وضيعوا لنا امجاد الاجداد، لماذا لايخبرنا بهم وباسمائهم بالدليل والحجة والبرهان ليدلل على صحة حجاياه؟.

فيديوهات مأخوذه من جبهات القتال والعنف في سوريا والعراق ويدعي مروجوها انها من شوارع عمان او ذيبان، شائعات واخبار كاذبة عارية عن الصحة نتداولها وتسري بيننا كالنار بالهشيم ليأتي الخبر اليقين بانها من الصين.

ليس هكذا تحمى الاوطان وتبنى البلدان وتقام الجدران للوطن المنيع ٠

اين نحن من رشدنا الوطني ووعينا الاجتماعي ونحن بهذا الانفصام الوطني؟.

اين نحن من هذا "التيه" والتوهان الى كل اتجاه بوطننا وكل منا يغني على ليلاه ويبرئ نفسه من المسؤولية الوطنية واصلاح الوطن
من السراب والخراب الذي ندعيه؟.

الوزراء منا والنواب منا وكل صناع القرار والمسؤولين والمدراء والمعلمين والشعب نحن وكلنا اردنين نحب الوطن، لكن ليس من باب الفضيلة ألا نلوم انفسنا بأي شيء جرى.

ما نزرعه نحصده وما بذرناه جنيناه فلا نلوم الا انفسنا عن اي تقصير يحدث اليوم او غدا، هذا فراشنا الذي فرشناه ولا عتب إلا على ايادينا وسواعدنا التي لضمت خيوطه اونسجته حرير اوتبن من شعير او صوف بعير ٠

دعونا نعود لانفسنا وألا ننسلخ عن جلدنا لنعود لوطننا بنفوس راضية قانعة بكرم الله علينا اننا اردنين آمنين في هذا البلد الامين ٠

لا تقولوا الاردن اصبح خرابا وانتم رجاله وصناع المجد وتاريخه المجيد ٠

لا تلتفتوا الى دعاة الشؤم ولا تأبهوا بكل الطامعين بالمناصب والمصالح والذين ينظرون علينا وينتظرون الفرصة للنهش بسمعة الوطن
لن نقبل تقزيم وطننا وفيه الهامات والقامات والامهات صانعات ابطاله ورجالاته الشرفاء الغر الميامين الذين لايتوانوا عن رد كيد الطامعين المتربصين بنا والحاسدين لنعمنا التي من الله بها علينا.

هذا هو الاردن لو شغلت بالخلد عنه نازعتني اليه بالخلد نفسي٠