يبدو اننا أصبحنا في حاجة ملحة للتعلم من جديد والتربية من جديد، وقد سميت الوزارة المعنية بالتعليم بوزارة التربية والتعليم للدلالة على أن التعليم يقترن بالتربية اولا.
كيف نربي اجيالا تائهة ضائعة متواكلة، وكيف نعلمها تعليما نافعا مثمرا مقبولا؟.
حقا اننا نعيش في عوز لهذا المفهوم ونغور في نقص لهذا الغذاء المخصص للروح والعقل والجوارح وعدم ترك الأمور تسير على عواهنها وتسريح الحبل على الغارب في رحلة عرجاء "لا تنتج حبا ولا تبنا".
أجيال تعاني من ضعف في التربية والنشأة السليمة وتعاني من ضعف في التعليم يجعلنا نعود إلى عقود مضت تخرجت فيها أجيال ذات خلق وعلم وقدرة على تحمل المسؤولية والذب عن منظومة القيم والأخلاق ورفض كل دخيل ضار على المجتمع والتمسك بالعادات الأصيلة التي عرفها الصغار والكبار وعقدوا لها راية التقدير والاحترام.
لا شك أن هناك عوامل كثيرة ادت إلى تراجع التربية واندحار التعليم إلى مستوى الحضيض وبما يشكل واقعا مؤلما.
العولمة وانتشار وسائل الاتصال وعدوى المنظمات الدولية وتصدير الغث والسمين من الثقافة الغربية المستوردة والشذوذ وانتشار المخدرات وفقدان الابآء والأمهات للسيطرة على الأبناء وبداية تفكك الأسر واضمحلال العلاقات الاجتماعية كلها عوامل بيئية سلبية انصبت على رؤوس هذا الجيل وانتزعت منه القيم والأخلاق وحب العلم فغدا مجردا من مضمونه وشهامته ومروءته.
الأمر جد خطير وبحاجة إلى التمحيص والتدقيق واعادة الأمور إلى نصابها وتوطين الذات واعادة بناء القيم.