أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الثامن عشر من كانون أول هو العيد العالمي للغة العربية، أي أن العالم واليونيسكو والأليكسو والإيسيكو وحتى "الديسكو" يحتفلون بهذا اليوم!

ما زال الوقت مبكرًا للقول بأن المدارس والجامعات والمركز الوطني للمناهج لم يحتفلوا بهذا اليوم، ولذلك قد تكون مقالتي حفزًا لهم لممارسة الاحتفال باللغة العربية، مع أنني لست متفائلًا أنهم سيفعلون! وبالعكس حفزنا ذات عام مركزًا وطنيًا للاحتفال باليوم العالمي للغة ولم يفعل !!

المهم عودة لعنواني:

من قتل كلمات الحب من التداول؟ وهل انتهت مع نزار قباني؟

في اللغة العربية رصدت منظمة اليونيسكو "أكثر" من ثمانية وثلاثين معنىً لكلمة الحب!!

أذكر منها على سبيل المثال: الصبابة والشوق والغرام والهيام والحنين والوجد واللوعة واللهف والعشق والخِلّة والدنَف والولَه والكَلَف وغيرها. أين ذهبت هذه المفردات؟

في المدرسة لا تكاد تسمع غير كلمات مضادة للحب، وفي الجامعة الكلمات السلبية والتهديدية أكثر انتشارًا حتى صرنا "نُشَهِّر بالمرض النفسي، وننشر كلمات وسلوكات تعكس التوتر والقلق والخوف من النجاة إضافة لمحاربة سلوكات الحب!

وفي المواقع الإلكترونية والواتس أب يمكن رصد غياب كلمات الحب واستبدلنا كلمات الخيانة والجريمة والفساد، واستغلال والتحكم والظلم والاستبداد بكلمات الحب!

وفي المنازل استبدلنا كلمات انجليزية بالكلمات العربية!

وفي التدريس طفَّشْنا الطلبة عن حب اللغة العربية حين قلنا له: أعرب واحفظ وما المصدر الثلاثي، وكيف تكتب همزة إن بعد القول، وما بحر؟ وأين وجه الشبه المحذوف؟ وأين صيغة المبالغة؟ وما معنى: مِكَرٍّ مِفَرٍّ؟ الخ، ذلك من تعقيدات مختصي اللغة العربية! فهل تحمل اللغة داءها من علمائها.

يروى أن خطيبة تركت خطيبها بعد رحلة بالباص من اربد إلى عمان في ستينيات القرن الماضي لأنه كان يطلب منها إعراب لافتات المتاجر وشاخصات الطرق، ولم يغازلها بإحدى الكلمات الثماني والثلاثين التي تتحدث عن الحب!

نحن نعِدُّ كتب لغة عربية جديدة!

هل سننتبه إلى ذلك! هل سنضع عرارًا ونزار قباني وحيدر محمود وراشد العيسى ليعيدوا الحب إلى اللغة العربية في قلوب الأطفال والشباب؟

سألت طالبًا في الصف السادس في قريتي أمس: ماذا يقول المعلم إلى الطالب الذي لا يحل الواجب؟ أجابني "بهيمة". هذا لا يعني أن المعلمين هكذا، لكن قد يشير إلى غياب الحب وثقافة الحب.

أرفق إعلان اليونيسكو بأسماء الحب الفضلى!!