بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، والذي يصادف في الثامن عشر من كانون الأول من كل عام، لنكتب اسمنا بالعربي في قنوات التواصل على الأقل .
لن أتحدث في هذه المقالة عن المحال التجارية المنتشرة في انحاء المعمورة باسماء أجنبية، وكأننا نعيش في بلد غربي بالوقت الذي شاهدت عددا كبيرا من المدن والدول التي زرتها بالعالم كيف تعتز هذه الامم بلغتها ولا ترى لغة في يافطات محالهم التجارية المختلفة أو في قنوات التواصل الاجتماعي بلغة غير لغتهم، يعتزون بأنفسهم وبلغتهم .
وعلى الرغم أن اللغة العربية وانتشارها في العالم بين عدد لغات العالم التي تقارب 7000 لغة، إلا أن جمال اللغة العربية أثار شجون الشعراء الذين اشادو بجمالها، ناهيك ان معجزة الكون الدائمة القرآن الكريم باللغة العربية، ومع دخول غير الناطقين باللغة العربية الاسلام ،الا ان الصلاة واجبة باللغة العربية ولا تجوز الا بها، ومع كل ذلك الجمال التي تتمتع بها اللغة العربية وابدعت بمختلف اشكالها واساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية آيات جمالية رائعة تأسر القلوب، وهي من أصعب لغات العالم وينطق بها اكثر من 400 مليون نسمة ومفرداتها تزيد عن 12مليون مفردة، هذه اللغة التي اخذت الجمعية العامة للامم المتحدة قراراً في عام 1973 وفي تاريخ 18 كانون الثاني لتكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة واصبح هذا اليوم يوماً تاريخياً يحتفل به في كل عام .
ومع كل هذا الجمال وأهمية اللغة العربية وما تتمتع به من مزايا وسمات خاصة تجعلها تتفوق على غيرها من اللغات الاخرى بالعالم، وهي سبب قوي لتوحيد الأمة العربية التي تجمعها لغة واحدة ودين واحد والذي يحلم به كل الشعوب العربية بالوقت الذي توحد به الاتحاد الاوروبي بعدد يزيد عن 27 دولة بعملة واحدة وكل دولة لغتها مختلفة عن الاخرى وتتعامل هذه الدول فيما بينها كالمدن في بلادنا، ليس هناك حدود ولا عوائق واخص بها دول الشنغن من الاتحاد الاوروبي والتي تفتح المجال لابناءها، بدخول معظم دول العالم دون فيزا.
حلمنا لن يصل الى هذه المواصيل؛ ولكن نحلم كشعوب عربية أن توحدنا اللغة والدين، وهذا اعظم واكبر حافز للتوحيد بين الامم العربية، ومع أن هذا الحلم سيبقى حلماً.
اذا لماذا نحن الشعوب لا نتوحد؟ ولو بكتابة الاسم احتراماً واجلالاً للغة القرآن العظيمة؟.
ليس بعيدا ان تتحد الشعوب قبل الحكومات، فقد توحدنا قبل ايام قليلة وما زلنا حول الكرة العربية وقفنا قلباً وقالباً مع دولة المغرب العربي في كأس العالم، فنحن العرب والمسلمون متعطشون للوحدة ونحلم بها، ولكن علينا اولا أن نخرج أنفسنا من التقليد الأعمى والتطور الخادع بكتابة أسمائنا بلغة انجليزية ونتداول فيما بيننا باللغة العربية، فيا أختي العربية ويا أخي العربي لست من ام اجنبية ولست من ابٍ أوروبي او أمربكي، واذا كان أحدكم له علاقات او أم أجنبية ليكتب اسمه على الاقل باللغتين العربية ومن ثم الانجليزية، مع انني أرى أن شعوب العالم الاجنبي متمسكة بلغتها وبتراثها ومعتزة، ولا تقلد الاخرين تقليد أعمى، فلماذا نحن العرب نهرول نحو التقليد الأعمى ونقلل من قيمة أنفسنا بايدينا؟.
عندما يحترم الانسان لغته ودينه وعادته وتقاليده، سيرتقي أمام نفسه اولا وأمام الغرب ثانيا، فهم ايضا يحترمون من يتمسكون بتقاليدهم ودينهم ولغتهم .
راجعوا أنفسكم واسألوها، لمن نكتب اسمنا بلغة غير لغتنا، ومن هم متابعينا واصدقائنا؟، أليس معظمهم أو جميعم عرب!، اعتزوا وافتخروا بلغتكم العربية العظيمة لغة العبادات ولغة القرآن الكريم معجزة الكون، الا يكفي أن كلام الله سبحانه وتعالى بلغتنا العظيمة لتكون سبباً قوياً لنكتب أسماءنا بها على الاقل على قنوات التواصل (أُكتب بالعربي) ليكون لكم بصمة عربية عظيمة كما لغيركم من الامم.