كعادتك دائما تأبى إلا إن تكون سباقاً في كل شيء فسبقتنا بمقال تودع به الأردن والأردنيين فتكون بذلك ( راعي الأولة ) كما هي عادتك دائما. فجاء مقالك على صفحاتنا الالكترونية نبعاً صافياً تسيل منه عبارات الحب والوفاء لهذا البلد الذي كثر جاحدوه للأسف إلا من المخلصين أمثالكم, فلك من كل أردني أطيب تحية وأخلص الدعاء بأن يوفقك الله في عملك الجديد.

نعم (وما عليك زود) لقد جاء في مقالك انك عملت لبلدك في بلدك وبالفعل كانت الأردن بلدك فعلاً لا كلاماً إنشائياً فحسب, وقد كنت كغيري من الأردنيين من المتابعين لما تقوم به على الساحة الأردنية, ونشهد أن علاقاتنا مع الكويت كانت بأوجها في عهد سفارتكم المباركة في مختلف المجالات. لهذا كلنا أمل أن يتواصل هذا النمو والتطور بعهد السفير الجديد الذي نتمنى له طيب الإقامة بيننا, ونرجوك أن توصيه بالأردن وأهله خيرا وأن تزوده بمفاتيح الشخصية الأردنية والتي ملكتها سعادتك بكل مهارة, ليتواصل بناء ما بدأته سعادتك و أنت بيننا.

ساءني كما ساء غيري قرار نقلكم من عاصمتنا الحبيبة ولكن لا اعتراض على قرار الكويت, فهي دولة ذات سيادة ولا نقبل أن نتدخل بشؤونها الداخلية بنفس الدرجة التي لا نقبل أن يتدخل أحد بشؤوننا نحن, ولكن نحن على ثقة انك ستكون كما عهدناك عندنا ترفع الرأس عاليا أين ما تكون وفي أي وظيفة تشغلها, ولهذا لا تهم التغيرات في المناصب والأماكن ما دامت الهمم عالية والنفوس كبارا.

لن أوصي سعادتك بأن لا تنسانا, فمن كان من أصلك الطيب لن ينسى الأردن, ولكن اعلم يا سعادة السفير أن كل أردني حر (وكل الأردنيين أحرار كما عهدتهم) يفخر بأن تكون ضيفه ذات يوم إذا هبت نسائم الأردن وذكرياته على بالكم وقررتم زيارتنا ذات صيف.

دامت الأخوة بين الأردن والكويت الشقيق التي رعاها ويرعاها صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وصاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله ووفقهما لما فيه الخير لبلدينا الأردن والكويت.

تغادرنا سعادتك مصحوباً بالسلامة والدعاء بالنجاح وسنبقى متابعين لأخباركم فمثلكم لا يُنسى أبدا.

alkhatatbeh@hotmail.com