بحنان الأب وحزم القائد، عبّر جلالة الملك عبدالله الثاني يوم امس وهو يقدم وسمو الأمير الحسن بن طلال واجب العزاء بشهيد الوطن العقيد الدكتور عبد الرزاق الدلابيح، نائب مدير شرطة محافظة معان.
(حنان) الأب تجلى في زيارته لبيت العزاء في ديوان الدلابيح بمنطقة الكفير في جرش قائلا : «هذا ابني وابن كل الأردنيين، ولن يهدأ لنا بال حتى ينال المجرم عقابه أمام العدالة على جريمته النكراء».
اما (حزم ) القائد فقد كان واضحا بغضب جلالته حين قال:
- «سيتم التعامل بحزم مع كل من يرفع السلاح في وجه الدولة ويتعدى على الممتلكات العامة وحقوق المواطنين».
- « أن الاعتداءات وأعمال التخريب مساس خطير بأمن الوطن و لن نسمح بذلك ».
- « لن نقبل التطاول أو الاعتداء على نشامى أجهزتنا الأمنية الساهرين على أمن الوطن والمواطنين».
جلالة الملك الاب والقائد عبّر بهذه الكلمات الواضحة والجلية عن مشاعر كل الاردنيين الذي هزّهم المصاب الجلل. مشاعر الحب والتقدير والاجلال لضابط من نشامى الامن العام، بالتأكيد لا يعرفه جميع الاردنيين، لكن من عرفه أحبّه، ومن لم يعرفه أيضا أحبّه لانه من نشامى الامن العام الساهرين على حماية الوطن، وممن نذروا أرواحهم لفدائه وقد «صدقوا ما عاهدوا الله عليه».
الفاجعة لم تصب قبيلة بني حسن وحدها ولا عشائر الدلابيح، ولا نجل و أهل الشهيد وحدهم بل هو مصاب كل اردني واردنية لان الشهيد - كما قال جلالة الملك « ابني وابن كل الاردنيين».
لم ولن ينسى الاردنيون التضحيات التي قدّمها ويقدمها نشامى الامن العام، في كل تحدّ وفي كل موقف وأزمة، والشواهد على ذلك كثيرة، يذودون عن الوطن والمواطنين بأرواحهم، يسهرون كي ننعم نحن بالراحة والنوم العميق، معاركهم على جميع الجبهات ضد الارهاب والارهابيين، ضد السموم والمخدرات، ضد من تسوّل له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطنين، فأسروا قلوب جميع الاردنيين وحتى المقيمين حتى صار الاردن وسيبقى بإذن الله وحكمة وحنكة القائد ونشامى الوطن واحة أمن وأمان لكل الأردنيين ولكل العرب وضيوفه من كافة أصقاع المعمورة.
جهاز الأمن العام في الاردن وكافة الاجهزة الامنية والعسكرية يتمتعون بميزة مختلفة تماما عن كل نظرائهم في العالم، فهي اجهزة امنية تحظى بمحبة المواطنين واحترامهم ممزوجة بالهيبة والوقار وليس بالرهبة والرعب كما في دول اخرى، يقومون بدورهم الانساني بالتوازي تماما مع دورهم الامني، وهذه تركيبة خاصة بالاردن والاردنيين الذين « يقدّسون » الزي العسكري والامني الذي لا يخلو منه بيت في شمال المملكة
و وسطها و جنوبها. « قدسية » الشكل والمضمون، وحب الوطن وفدائه بالغالي والنفيس.
سر نجاح الاردن في مواجهة كل التحديات والخطوب التي أصابت دولا كثيرة في الاقليم والعالم اننا في الأردن لدينا ركائز ثلاث:
1 - ملتفون حول القيادة الهاشمية المظفرة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ويزداد هذا الالتفاف قوة وثباتا كلما اشتدت الكروب وزادت المحن.. فمعادن الأردنيين الرجال الرجال تظهر في الشدائد.
2 - الأردنيون مجمعون وواثقون تماما بالمنظومة الأمنية بكل تفاصيلها العسكرية والامنية ومرتباتها وهي مصدر الثقة التي لا تزعزعها عواصف الفتن.
3 - الأردنيون قد يختلفون في وجهات النظر كما جميع البشر، ولكنهم أبدا أبدا لا يختلفون على (الله-الوطن - الملك).
جلالة الملك يوم أمس وبحنان الوالد والقائد أشار إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون، وحقّهم في التعبير عن الرأي، ولكن «بالوسائل السلمية ضمن القانون»، ولا يمكن أن يكون القتل او اطلاق الرصاص على من يقومون بحماية امن الوطن، او بتخريب مؤسسات وطنية شيّدت من اجل خدمة ابناء الوطن وسيلة للتعبير بل هي وسائل تخريب ولا بد ان تتخذ «مؤسسات الدولة كل الإجراءات لمحاسبة الخارجين عن القانون» - كما وجّه جلالة الملك يوم أمس.
باختصار.. المطلوب في هذا الظرف : الالتفاف كما نحن دائما حول الوطن وقائد الوطن وأجهزتنا الأمنية، ومزيد من الحذر واليقظة، وقطع يد كل عابث ومتربص بالوطن..وبالتأكيد «القصاص» وأن يأخذ القانون مجراه باستشهاد ابن الأردن البار العقيد الدكتور عبد الرزاق الدلابيح رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى.
(الدستور)