منذ الأمس لم تتوقف مخيلتي عن استرجاع مشاهد استشهاد العقيد الدكتور عبد الرزاق الدلابيح الذي ارتقى إلى ربه برصاص الغدر والخيانه، مشاهد مؤلمة، وفقد موجع.
منذ بدء الإحتجاجات التي بدأت سلميا لاصحاب الشاحنات، ونحن نحذر من فئة رخيصة تستغل كل حدث صغر أم كبر لتأجيج الأزمات، وتصفية الحسابات.
لا يخفى على أحدكم أن هناك من يريد بنا سوءا، بل وإن جلالة الملك في أكثر من خطاب أشار إلى ايادي خارجية وبمساعدة أصحاب الانفس المريضة في الداخل تسعى للخراب، ولمسنا ذلك في عدد من الازمات التي مرت بنا.
فإن الدولة لا تضيق ذرعا باعتصمام سلمي يعبر عن رأي ما، وعلى العكس تماما تداعت مختلف أجهزة الدولة وأصدرت مجموعة من الحلول التي من شأنها التخفيف من الكلف التشغيلية لمركبات النقل، بدءا من تخصيص مبلغ للدعم ورفع اجور نقل الفوسفات واعتماد مكتب الصرف الموحد ورفع اجور النقل من والى العقبة.
ومازلت العديد من الجهات الرسمية ومجلس النواب في حالة انعقاد مستمر لبحث ما يمكن تقديمه للتخفيف من الأعباء الاقتصادية والكلف المعيشية على المواطنين.
لكن سرعان ما انحرف مسار الاعتصامات إلى تخريب للممتلكات العامة، كما شاهدنا بأم أعيننا اسقاط اعمدة الإنارة، وتوقيف السيارت وسلب أصحابها، واضرام النيران في الشوارع والمحال التجارية، إلى أن أمتدت يد الغدر والخيانة لتطال الشهيد عبد الرزاق الدلابيح، وعدد من زملاؤه القابضين على جمر أمن هذا الوطن، كنتيجة حتمية للفوضى التى تسببت بها الاعتصامات غير المسؤولة، فمن الطبيعي بعد الدور الكبير الذي قدمه الاردن للذود عن مصالحه، واستقرار أمنه أن يكثر اعداؤه مستلغين الفوضى لبث سمومهم وتأجيج الأزمات وإخراجها عن سياقها، وإفتعال الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.
وفي مشهد أقل ما يوصف بأنه مؤلم حد الجنون، أن تتوجه بنادق مواطنين على من يحميهم ويسهر على أمنهم، فتراق دماء جنوده الزكية، ومن هم الجنود فهم إن لم تجمعهم العمومة جمعتهم الخؤولة، لذا هي دعوة لنا جميعا أن ننبذ المفسدين بيينا الذين يريدون اخراج الاحتجاجات عن سياقها، وأن نلتف حول سياج الوطن، ليبقى أردننا عصيا على قوى الشر والظلام، منيعا بوحدة شعبه وقيادته.
نرفض جميعا الاستقواء على الدولة واو النيل من هيبتها، والتعامل معها على مبدا لي الذراع، عندها لن نقف مكتوفي الايدي بل سنكون على قلب رجل واحد درعا منيعا في وجه من أراد بوطننا خرابا.
خطاب الدولة ومسارها واضحان، إعادة دعم المحروقات يعني مزيدا من الدين العام، وان مزيدا من الدين العام يعني خرابا سنلمسه جميعا في فترة أقصاها ستة أشهر، وبالرغم من ذلك رصدت الحكومة سابقا مبالغ لدعم أصحاب مركبات النقل العام، ومن ثم المواطنين الذين يتقاضون رواتبا من صندوق المعونة الوطنية في خطوة يراد بها توزع الدعم للمحتاجين فقط دون غيرهم.
دعونا نعبر عن رأينا بسلمية مطلقة، ونعكس الوجه المشرق والحقيقي للأردن، ودعونا نعبر بأمان إلى استحقاقنا الدستوري المنتظر إذ التمكين السياسيّ المدخل القوي الى التمكين الاقتصاديّ والاجتماعيّ، فكل شيء مباح إلا السلاح. و"لأن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا، أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم"