استيقظت مفزعا ككل أردني شريف غيور على الوطن وتراب الوطن على خبر محزن باستشهاد العقيد عبدالرزاق الدلابيح احد قادة جهاز الأمن العام، هذا الجهاز الذي يسخرُ كل طاقاته وامكاناته في سبيل حمايةِ المواطن وومتلكاته من كل اعتداء. حادثة أليمة افزعتنا ووشحت اللون الاسود على مملكتنا.
تكمن المشكلة اليوم في عدم الوصول إلى حلول في موضوع ارتفاع أسعار الوقود الذي سيعود اثره على كل القطاعات، اعتصامات جابت شوارع المملكة كلها والجهات المختصة لا تزال تبحث عن حلول، مما قاد الوطن إلى هذا الوضع الغائم المجهول، ارتفعت وتيرة الاحتجاجات وتجاوزت الحدود لتُحدث الاعتداءات على كافة الممتلكات وتتدخل الأجهزة الأمنية ليحدث تشابك لا نرتضيه ابدا فكلنا كشعب واجهزة امنية أخوة الدم والقرابة والنسب نشد دوما بعضنا بعضا ونلتف ونتعاضد في خندق الوطن في سبيل أمن الوطن. إن الأردنيين دوما شعبا وأجهزة امنية يضرب بهم المثل دوما في الاعتصامات السلمية التي شاع فيها توزيع المياه والورود والحلوى أثناء الحراكات السابقة، لا نريد اليوم ان نمزق هذه الصورة ونسمح للمتصيدين في الماء العكر من تحقيق مبتغاهم في إفساد أمن الوطن. اننا نؤكد ونجزم ان الاسعار مرتفعة ويجب على المختصين إعادة النظر فيها انتصارا للكادحين، لكن لن نكون لقمة سائغة لمن يرومون أمن الوطن واستقراره، لن نسمح للمندسين في استدراجنا لما لا يحمد عقباه ولنا في الجوار أمثلة واضحة شبيهة.
كلنا مع خفظ الاسعار ولكن بتغليب لغة الحوار التي تحفظ الحقوق وتقيم الحكمة في إدارة الازمات. والله ان الاسعار مرتفعة وانا وغيري من الكادحين ذقنا مرارة الصعوبات المستمرة لكن لا بد من الحوار والسلم وزرع المسؤولية الاجتماعية النبوية في قصة السفينة في عقولنا، ولنعلم جميعا أن الله بيده مقاليد كل شيء؛ فيقول تعالى : (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍۢ فَمِنَ ٱللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْـَٔرُونَ ).