الانتخابات والحراك السياسي؟!
رجا طلب
01-11-2010 01:50 PM
الديمقراطية بدون صناديق الاقتراع عملية عرجاء وتكاد تكون غير موجودة وفي الوقت ذاته فان صناديق الاقتراع بمفردها لا تصنع ديمقراطية، فهناك عناصر عديدة متشابكة مع بعضها البعض هي التي تشكل العملية الديمقراطية فالحرية والقوانين الناظمة لها من قانون الاحزاب السياسية وحرية الاعلام والحركة النقابية كلها عناصر هامة في صناعة الديمقراطية، وفي تجربتنا الاردنية فان هذه العناصر كلها موجودة ولكن بعضها يتفوق على بعض، وفي تجربتنا الانتخابية الحالية لانتخاب المجلس النيابي السادس عشر نجد اننا امام بعض الظواهر التي هي بحاجة لدراسة ومتابعة لتجذير تجربتنا الديمقراطية وتعميقها واثرائها :
اولا : هناك طغيان كبير للعلاقات الشخصية والمجتمعية في العملية الانتخابية على حساب العلاقات القائمة على معايير وبرامج سياسية، ولذا نلاحظ ان الاغلبية العظمى من المرشحين للانتخابات يجهدون على التواصل مع الناخبين على هذه الارضية وقلة قليلة جدا منهم من يقدم برنامجه ويطالب بانتخابه على اساسه، في عمان على سبيل المثال هناك احد المرشحين «المسيسيين» في الدائرة الثالثة ربما كان الوحيد الذي قدم خطابا سياسيا متكاملا مثيرا للجدل في افتتاح مقره الانتخابي وابقى المقر حافلا بالنشاطات السياسية بعد ذلك.
ثانيا : غياب واضح للحوار ما بين المرشحين والناخبين والاكتفاء في العلاقة بين الطرفين على قيام المرشح بنشر شعاراته الانتخابية وصوره في دائرته الانتخابية وفي وسائل الاعلام وفي المقابل يتواصل الناخبون مع المرشحين عبر زيارة مقارهم الانتخابية ليس للحوار او المناقشة معهم او محاسبتهم على تجاربهم السابقة اذا كان المرشح قد شارك سابقا في البرلمان، بل الظاهرة الاردنية في هذا المجال تتمثل بزيارة المقار لشرب القهوة واكل الكنافة والوجبات الغذائية، على غير تلك الظواهر الموجودة في بعض الديمقراطيات العربية كالكويت ولبنان والبحرين حيث تتحول المقار الانتخابية الى جلسات حوارية نارية تساهم بدرجة كبيرة في حسم خيارات الناخبين.
ثالثا : نظرا للظاهرتين السابقتين نجد ان الاعلام و الذي من المفترض ان يشكل عاملا حاسما في صقل وحسم خيارات الناخبين وقع اغلبه تحت وطأة الاغراء الإعلاني للناخبين وتحول دوره من دور نقدي موضوعي الى دور ترويجي محض مما افقد اغلبية وسائل الاعلام دورها الحقيقي في رعاية الحوار الموضوعي بين المترشحين وترشيد منافستهم وتعميقها فكريا وسياسيا والاكتفاء بترويجهم للناخبين وفق ارادة المرشح فقط لاسباب غياب هذا الحوار الذي يفترض أن ترعاه.
... نحن امام ظاهرة فريدة من نوعها وهي انتخابات بدون حراك سياسي والمنافسة فيها تتم على اساس شخصي مدعوم اما بالعشيرة او بالعلاقة الشخصية، وهو ما يضع الناخب امام مسؤولياته كأساس في ايصال المرشحين للبرلمان، فلا يجوز لنا غدا ان نتبرأ من برلمان ساهمنا في صناعته بسبب اهمالنا في محاسبة النائب اثناء ترشحه وبعد فوزه والاكتفاء في الندم على خياراتنا وهو سلوك سلبي تماما .
نقلا عن الراي