الجاليات العربية في الولايات المتحدة الامريكية
د. بلال السكارنه العبادي
01-11-2010 12:48 PM
شاءت الظروف ان اتواجد في الولايات المتحدة الامريكية في الاسبوع الماضي للمشاركة في مؤتمر علمي دولي حول ادارة المعرفة، مبعوثاً من جامعة الاسراء التي تدعم البحث العلمي وتسعى الى تطوير مهارات اعضاء هيئة التدريس لديها في مجال تطوير التعليم العالي. وقد شارك في هذا المؤتمر مجموعة من الباحثين من كافة اقطار العالم ، وعلى هامش المؤتمر التقيت بكثير من افراد الجالية العربية المقيمة في الولايات المتحدة الامريكية والتي تسعى للمشاركة الفاعلة في تنمية وتطوير انفسهم وكذلك بالاسهام في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في تلك الولايات .
هنالك تسميات كثيرة تطلق على الأمريكيين من أصل عربي، أكثرها شيوعا ودقة تسمية "العرب الأمريكيون Arab- Americans " والحقيقة أن جدلا متكررا يدور حول تحرير مضمون هذا المصطلح من أجل معرفة من يمكن أن نطلق عليهم هذه التسمية، خاصة وأن هناك أجيال من الهجرات العربية الأولى قد ذابت تماما في الهوية الأمريكية ولم تعد ترتبط بأي صلات سياسية أو ثقافية مع الجالية العربية. وفي المقابل وبصورة عكسية، لا يشعر بعض المهاجرين الجدد بالانتماء إلى الثقافة الأمريكية، وإن كانت نسبتهم قليلة، ويفضلون الانزواء في الأحياء التي يقطنها العرب، فيتكلمون العربية ويأكلون في المطاعم العربية، ويسهرون على المقاهي العربية وكأنهم في جزيرة عربية على الأراضي الأمريكية.
لا يوجد إحصاء دقيق يحصي عدد أعضاء الجالية العربية في الولايات المتحدة لأسباب عدة، في مقدمتها السبب السابق المتمثل في عدم الاتفاق على تحديد معالم كيان " العرب الأمريكيون". ذلك بالإضافة إلى أن تصنيف العرب كجنس تحت فئة البيض دون تميز ما بين البيض ذوي الأصول الأوروبية والبيض ذوي الأصول العربية أو الشرق أوسطية. ومن بين الأسباب أيضا تعريف العربي الأمريكي في بعض الإحصاءات بمن يتكلم العربية. ولذلك فإن العدد يتراوح طبقا لاختلاف المصدر مابين ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة وخمسة ملايين نسمة.
ينحدر أغلب العرب الأمريكيين من أصول شامية، نظرا لأنهم كانوا يمثلون المكون الرئيسي للهجرات الأولى التي توالت منذ القرن التاسع عشر. وتأتي الجالية اللبنانية على رأس الجالية العربية من حيث العدد، حيث تصل نسبتهم إلى 39% ثم السوريون والمصريون الذين تبلغ نسبة كل منهم 12% يليهم الأمريكيون من أصل فلسطيني 6% ثم العراقيون 3% والمغاربة3% طبقا لإحصاء المعهد العربي الأمريكي الذي اعتمد على إحصاء عام 2000 لمكتب الإحصاء الأمريكي.
ينتشر العرب الأمريكيون على امتداد الولايات الخمسين، ولكن ما يزيد على ثلثيهم يعيش في ولايات نيويورك ونيو جيرسي وميشيغان والينوي وكاليفورنيا. أكبر تجمع للعرب الأمريكيين يقع في مدينة ديربورن في ولاية ميشيغان، حيث يشكل العرب ما يقرب من 30% من سكان المدينة. ومن المراكز المهمة الأخرى مدينة لوس انجلوس ومنطقة بروكلين بمدينة نيويورك، وشمال ولاية فرجينا. كما يلاحظ أن أغلب العرب الأمريكيين يفضلون الإقامة في المناطق الحضرية وفي المدن.
بناء على المعلومات الواردة في إحصاء عام 2000 لمكتب الإحصاء الأمريكي، فإن 85% من العرب الأمريكيين أكملوا على الأقل دراستهم الثانوية، و36% من العرب الأمريكيين حصلوا على درجات جامعية، مع وجود 17% من حاملي الماجستير أو الدكتوراه، وهي النسبة التي تقترب من ضعف المعدل العام لحاملي الشهادات العليا في الولايات المتحدة.
تتشابه نسبة الأيدي العاملة بين البالغين من العرب الأمريكيين مع النسبة الوطنية في الولايات المتحدة وهي 65% كما تصل نسبة البطالة بينهم إلى 5%. ويعمل 35% من العرب الأمريكيين في مجالات الحرفية والتكنولوجية والإدارية، بينما تعمل نسبة 12% منهم في مجال الخدمات. ويعمل معظم العرب الأمريكيين 88% في القطاع الخاص، بينما تعمل نسبة 12% في الوظائف والأعمال الحكومية.
لا يوجد لوبي أو جماعة ضغط ذات نفوذ وتأثير كبيرين في أوساط العرب الأمريكيين الا ان هنالك جماعات ضغط عربية أمريكية تهدف إلى الدفاع عن الحقوق المدنية للعرب الأمريكيين وتفعيل دور الجالية في الحياة السياسية ،والعمل على تغيير الصورة السلبية النمطية التي التصقت بالعرب لفترة طويلة ، خاصة بعد لأحداث 11سبتمبر. والعمل على توضيح وجهات النظر العربية في قضايا الشرق الأوسط في مواجهة نشاط جماعات الضغط اليهودية ذات التأثير الكبير.
bsakarneh@yahoo.com