وقفية الأقصى ورمزية الوصاية
د. حازم قشوع
13-12-2022 07:54 PM
برسالة واضحة لا تحتمل التأويل وعنوان عريض لا يحتاج لكثير من الاجتهاد عبرت فعالية وقفية الأقصى عن رمزية الوصاية الهاشمية بمعانيها الدينية ومضامينها السياسية عندما جمعت الامة العربية والإسلامية في حاضرة الديون الملكي الهاشمي بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذى اكد بحضوره المعنى الضمني للخطوط الحمراء التي يتوافق حولها الجميع باعتبارها تشكل عقيدة دينية ورمزية سيادية لا يجوز القفز حولها او التلاعب بأبجديتها الواضحة فالمقدسات لن تكون الا عربية هاشمية والقدس هي عاصمة للدولة الفلسطينية هذا ما تقره الأعراف وتبينه القوانين باعتبارها جزء من الأراضي التي احتلت عام 67 وهي منسجمة بالشكل والمضمون مع المقررات الدولية كما تنطبق عليها الأرضية العامة للقانون الدولي بكافة نصوصه وتشريعاته.
وهي الرسالة التي ارادت الامة ارسالها للمجتمع الدولي من الحاضنة الهاشمية بعمان كما للحكومة الإسرائيلية قيد التشكيل في تل ابيب التي ذهبت لمنازل جعلتها تقبع بميادين التطرف الغلو وتدخل وتستقطب تيارات مرفوضة دوليا من حيث الشكل بعد ان كانت في جناح اليمين المتشدد وباتت مركباتها تتحدث بعلانيه عن تهويد القدس وتعلن مركبات أخرى قفزها فوق الأعراف الدولية بعصرية إقصائية وتدخل المجتمع الإسرائيلي بأثنيه غارقه بوحل التطرف والإرهاب الذى يمارس ضد الشعب الفلسطيني الأعزل تحت الاحتلال.
حتى ان حديث التيارات المشكلة للمركبات العضوية في الحكومة الإسرائيلية القادمة اخذت تتناول التصعيد وتستخدم القوة وفرض السياسات بالإذعان ويتم استخدام الة الحرب الإسرائيلية بأعمال اجرامية يومية بتنفيذ سلسة من عمليات الاعتقال والتجريف والتقتيل وهذا ما يهدد الامن الاقليمي ويضعف فرص تحقيق السلام وكما يقوض مسارات الامن والاستقرار ويبعد المنطقة عن مناخ الامن المنشود الذى يصبوا لتحقيقه الشعب الفلسطيني والامة العربية والإسلامية في اطار المبادرة العربية للسلام التي تضمن الامن والقبول للمجتمع الإسرائيلي مع المجتمعات العربية في منطقه مهد الحضارات التي باتت مستهدفه هي وقيمها ومعتقداها التي جاءت بها الرسل للبشرية بدعوة للسلم والمحبة والسلام .
ولعل الديوان الهاشمي أراد من وراء هذه الرسالة ان يوضح الخطوط العامة الرئيسية امام المجتمع الدولي وبيت القرار في
تل ابيت فان برنامج الحكومة الإسرائيلية بتركيبة المزمع تشكيها تتحدث عن برنامج مرفوض من المجتمع الدولي كما هو مدان من المحيط العربي والإسلامي اذا ما تم اقراره وهذا ما يجب على بيت القرار الإسرائيلي استدراكه حتى لا تدخل المنطقة بجمل سياسية وامنيه يصعب استدراكها فان تجاوز الخطوط الحمراء لن يمر دون رد هذا ما يجب على بيت القرار الإسرائيلي معرفته .
فان التذرع بالمناخ السائد في المجتمع الاسرائيلي هو تذرع غير مقبول بل ومفروض شكلا وهو ما وصل للقيادة الإسرائيلية عبر القنوات الأمنية التي قامت بدورها بتمديد المدة لنتنياهو لإعادة انتاج حكومة مقبولة يمكن التعامل معها وبرنامجها العام وضرورة الكف عن التصريحات الاستفزازية التي تطلقها التيارات الإسرائيلية المتطرفة فالقيادة التي لا تصنع الأثر وتمشي مع اهواء العامة هي قياده غير قادره على تسيير دفه ميزان الاحداث وهذا ما لا يريده المجتمع الدولي ولا يقبله المجتمع العربي.
فالحكومة الإسرائيلية تمتلك خيارات أخرى لحفظ ميزان التشكيل غير التحالف مع التيارات المتطرفة التي يحرص نتنياهو على استقطابها وارضاء اهواءها فان رئيس الحكومة المكلف قادر على إعادة بلورتها خلال مدة الامهال حتى يستقيم خال تغيير النهج وإعادة قطار الامن والاستقرار الى سكته الطبيعية التي تبدا بعودة المفاوضات فان المسارات الامنية مهما حملت لن تغنى المشهد العام عن الفضاءات التفاوضية فان الامن والسياسية هما صنوان متلازمان للبيت القرار لان الامن يصنع الاجراء والمفاوضات تشكل حواضن العمل وهو ما يجب ان يكون نصب عن نتنياهو وبيت القرار الإسرائيلي وبرنامجها القادم .
وبتوجيه الديوان الهاشمي لهذا الرسالة العربية الإسلامية يكون الديوان الملكي بذلك قد انتصر لصوت السلام ورسالة الامان ودافع بقوة عن احقيه تطبيق الفانون الدولي ومقرراته التي يستوجب على الجميع احترامها بالعمل على صون الإرث الحضاري لمنطقة مهد الاديان ، تلك هي القراءة التي يمكن استنباطها من وقفيه الأقصى ورمزية الوصاية .