لدينا اكثر من خمسين حزبا سياسيا مسجلا رسميا ومرخصا وتتقاضى دعما حكوميا ويكاد يكون وجودها اسميا، إذ انها غير بارزة على السطح ولا تغطيها الاخبار ولا نعرف عن برامجها شيئا ولا نلمس لها دورا فاعلا في مجريات الأحداث.
هل هذا هو واقعها الفعلي أم اريد لها أن تكون كذلك؟، مجرد اسماء وسطور على الورق، وهل تمتلك ارادتها لمتابعة الأحداث والمستجدات وتعديل البوصلة كلما انحرفت عن مسارها، أم انها مؤونة احتياطية؟.
ما زال المجتمع الأردني مجتمعا كما عهدناه من عشرات السنين يتمسك بالعشيرة اذا جد الجد وهي المحرك والمتحكم بمجريات الأحداث سواء كانت اجتماعية ام سياسية ام اقتصادية..الخ، فعندما تتهيأ الأجواء للانتخابات النيابية تجتمع العشائر وتفرز مرشحيها على اساس عشائري ووفق عدد الأصوات الذي تمتلكه العشيرة، إضافة إلى أن قانون الانتخاب لمجلس النواب يكرس العشيرة بالدرجة الأولى حيث توزع الأصوات على اساس دوائر انتخابية راعت العشائرية والطائفية والعرقية والجهوية مما حد من دور الاحزاب على نطاق واسع ولم يكن لها وقعا مؤثرا في اختيار المرشحين والتأثير في النتائج.
واذا أضفنا لذلك ما نطق به بعض المسؤولين عن تعرض الانتخابات للتلاعب والتزوير وتغيير مؤشر النتائج فإن ذلك يصب في محدودية دور الاحزاب ومدى تأثيرها في مجريات الأحداث.
في ظل هذه الظروف واذا. ما بقي النهج العام على ما هو عليه فلن تقوم للاحزاب قائمة الا اذا توفرت الارادة الصادقة لإعطاء الاحزاب السياسية الدور الذي تستحقه.