المنحة الامريكية و(الافضلية) الاوروبية .. الاردن لم يفقد دوره
فهد الخيطان
01-11-2010 03:06 AM
** فشل الرهان على الضغوط الخارجية لفرض اصلاحات داخلية ..
لم تضطر الحكومة الى تقديم تنازلات مفرطة لتحصل على منحة "تحدي الألفية" البالغة 250 مليون دولار وعلى "الوضع المتقدم في العلاقة مع الاتحاد الاوروبي".
منحة المؤسسة الامريكية ووضع "الافضلية" مع الاتحاد الاوروبي ارتبطتا بجملة من الاشتراطات في مجال الاصلاحات كان على الاردن ان يحققها قبل التوقيع. واحتاجت المفاوضات مع الجانب الامريكي لأكثر من سنة كاملة ومثلها مع الاتحاد الاوروبي.
وشكلت لهذه الغاية لجان مشتركة ولجنة توجيهية عليا برئاسة رئيس الوزراء.
كان للجانبين الامريكي والاوروبي قائمة طويلة من المطالب المتعلقة بالاصلاحات التشريعية والقضائية والاقتصادية وحقوق الانسان وعلى الأخص حقوق المرأة والطفل. ومن يراجع خطوات الحكومة السابقة والحالية سيلاحظ بلا ادنى جهد حجم التعديلات الذي طرأ على العديد من التشريعات والقوانين الاساسية والتصديق على بنود في اتفاقية "سيداو" الخاصة بحقوق المرأة, الى جانب التعديلات المتعلقة بقضايا الحريات الصحافية. كما يمكن النظر الى حل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة مع الالتزام التام بأن تكون حرة ونزيهة على انه خطوة في سياق عملية الاصلاح.
في المحصلة تمكن الاردن من التوصل الى مقاربة مع الطرفين الامريكي والاوروبي تحقق اهدافه من دون الاستجابة الكاملة للشروط.
وبالنسبة للطرفين الامريكي والاوروبي فإن التقدم الحاصل من جانب الاردن وان كان لا يلبي الطموح الا انه يستحق التشجيع والمكافأة لكي يمضي بخطوات جديدة في المستقبل.
اما بالنسبة لبعض منظمات المجتمع المدني الاردنية ومؤسسات حقوقية عالمية فإنها تشعر بخيبة امل تجاه الجانبين الامريكي والاوروبي, لأن هذه المنظمات كانت تضغط باستمرار من اجل ربط المساعدات بالتقدم على مسار الاصلاحات السياسية ويجدر الملاحظة هنا ان الاردن لم يقدم التنازلات المطلوبة, خاصة ما يتعلق بالتمثيل في البرلمان او ملف التجنيس ومنح ابناء الاردنيات المتزوجات من غير الاردنيين الجنسية والتي تعد مطالب ثابتة على اجندة تلك المنظمات.
وبدا ان المسؤولين الامريكيين والاوروبيين وبعد جولات طويلة من الحوار مع نظرائهم الاردنيين صاروا اكثر تفهما لوجهة النظر الرسمية, وبأن الاصلاحات التي تنبع من الداخل هي المؤهلة للنجاح والاستمرار بخلاف المفروضة من الخارج.
ويعتقد مراقبون أنه ربما يكون قصد توسيع دائرة تعاونه الامني والعسكري مع ملف الناتو في افغانستان ومناطق اخرى في العالم لتعزيز وضعه التفاوضي مع الغرب والحصول على الامتيازات منه. والطرفان الاوروبي والامريكي هم في أمسّ الحاجة الى دعم الاصدقاء حيال التحديات التي يواجهونها وهم على استعداد لمكافأتهم على هذا الدعم.
الاستنتاج الذي ينبغي التوقف عنده باهتمام بعد حصول الاردن على المنحة الامريكية و"الافضلية" الاوروبية هو ان مكانة الاردن لدى حلفائه الغربيين لم تتأثر سلبا كما هو الاعتقاد السائد عند بعض الاوساط السياسية في عمان. وانه ما زال يحظى بالدعم والرعاية كحليف وثيق لم يفقد دوره. والاستنتاج الثاني ان رهان البعض على الضغط الخارجي لفرض "اصلاحات" داخلية هو خيار سقيم لن يكتب له النجاح.
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم