facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أزمة لم تنته


سميح المعايطة
13-12-2022 12:22 AM

رغم أن الدولة السورية تسيطر على نسبة كبيرة من الجغرافيا السورية إلا أن الخطر القادم إلينا من تغير شكل الأزمة السورية ما يزال قائما ومتزايدا في بعض جوانبه.

والخطر الأكبر اليوم على النظام السوري ليس معارضيه السياسيين أو المسلحين ولا داعش أو النصرة فكل هذه التشكيلات دخلت في مراحل أخرى لا علاقة لها بتغيير النظام، لكن الخطر الأكبر اليوم على النظام هو الوضع المعيشي والاقتصادي الذي جعل من المواطن العادي والموالي للنظام يشكو ويرفع صوته لأنه لم يعد قادرا على شراء حاجاته الأساسية، هذا إذا وجدها في السوق مثل المشتقات النفطية ومواد أساسية مهمة.

الشكوى والتذمر والمعاناة ورفع الصوت في سورية اليوم هي ممن صمدوا أثناء الأزمة الأمنية ووقفوا مع النظام لكنهم اليوم أصحاب الصوت المرتفع، وقبل أيام كان هناك خبر نفته السلطات السورية عن عدم توفر الأموال في البنك المركزي السوري وعدم قدرته على دفع الرواتب.

الاقتصاد وشروط الحد الأدنى لمعيشة عادية هي الحبل الذي يلتف حول عنق النظام هناك، وهذا يعني توقع احتمالات سلبية مؤكدٌ أنها إن حدثت ستنعكس على السوريين ومن حولهم.

والخطر الآخر هو توزع النفوذ الذي أوجد دولا وسلطات داخل الدولة، وكل طرف يعمل لزيادة ثروته، وحرب المخدرات التي يواجهها الأردن والتي لم تتوقف، ولولا قوة الردع من الجيش والأجهزة الأمنية لتحولت إلى بوابة قلق أمني سياسي.

حزب الله وإيران ومليشياتها متعددة الجنسيات تتوسع على الأرض السورية مستفيدة من تغير أولويات روسيا في سورية بعد حرب أوكرانيا، توسع يعني القبض على مفاصل الجغرافيا عسكريا كما هو التغلغل الثقافي ومحاولات تغيير الديمغرافيا السورية من منطلق طائفي.

أهل سورية المهاجرون يعلمون جيدا ما الذي يجري في مدنهم وقراهم من تغيير، ولهذا فالوضع الحالي في سورية اقتصاديا وطائفيا وسياسيا حتى وإن توقف القتال في معظم سورية إلا أنه يمنع السوريين من العودة إلى بلادهم بمن فيهم السوريون على الأرض الأردنية وهذا يعني تعمّق كلفة اللجوء السوري وخاصة في ظل الإهمال الدولي المتزايد للأزمة السورية.

أما داعش فرغم تعرضها لضربات قوية في سورية والعراق إلا أنها ما زالت موجودة، والملفت أن آخر زعيم لداعش الذي تم قتله مؤخرا كان مقيما في منزل بمدينة درعا الحدودية مع الأردن.

وجوده لا يعني أن داعش قوية هناك، لكنه مؤشر مهما كان محدودا يبقى مزعجا.

الفوضى في سورية كانت من الخيارات المقلقة للأردن في بداية الأزمة السورية، وربما تكون وبشكل آخر خيارا في مراحل قادمة رغم التغيرات في شكل الأزمة هناك، لكنها ما زالت أزمة وجودها له ثمن علينا.

(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :