يعتبر ركن الموارد البشرية الركن الاهم بتحقيق الانجاز اذا ما احسن استثماره وتوظيف قدراته من على مساحة العمل التنموي بشقية في البينية التحية للعمل كما في البنية الفوقية لمنجز للاعمال، وهذا ما ينطبق على كل القطاعات المتعلقة منها في الموارد البشرية بشق المسائل الابتكارية للعلوم والاخرى المتعلقة منها بصقل المواهب وتنمية القدرات عند الفئة الشبابية على وجه الخصوص بحيث يتم اعدادها وتنمية قدراتها بما يجعلها تتخطى مسألة العطاء الطبيعي لتصل الى منزلة إحداث الأثر وبيان العلامة الفارقة، وذلك ضمن جملة احترافية ينتقل فيها العمل من طور تنمية القدرات الى منزلة صناعة مواهب عبر صقلها وتوظيف قدراتها بما يجعلها تحدث درجة التمايز في قطاع فعلها .

وهذا ما يمكن مشاهدة في المونديال الذي أظهر مدى تأثير الاهتمام بأبعاد صناعة الموارد البشرية واظهر اهمية اكتشاف القدرات النمائية واهمية العمل ضمن منهجية علمية تقوم على صقل المواهب عند اكتشافها واهمية توظيف موهبتها بصناعة المنجز ضمن جملة استراتيجية تقوم على العناية بالقدرات الذاتية وفق عمل مؤسسي يقوم على النشأة السليمة وحسن الاختيار وهذا ما يأتي عند اتباع منهجية خططية تقوم على الاختيار الموضوعي للعناصر العاملة والانتقاء السليم لآليات التنفيذ ووسائل العمل .

على أن يأتي ذلك وفق جملة تقديرية منبثقة عن الرؤية الاستراتيجية لمنهجية العمل بحيث تستند عند تصميم برنامج عملها على وجبة اعدادية طويلة الامد واخرى تأهيلية قصيرة المدة تقوم على صقل المواهب، كما تعمل على توظيف الطواقم الادارية والتدريبية في اطار جملة تنفيذ من اجل انجاز تنشأة قويمة وتقديم أداء سليم يقوم على بناء العامل الذاتي ضمنه معرفية مؤسسية تسهم في بناء القدرات وصقل المواهب ضمن اكاديمية معرفية.

وكما يعمل برنامج العمل للاكاديمية بالاتجاه المتمم لتشكيل جملة تنفيذية اخرى تقوم على اختيار العناصر المشاركة والعوامل الداخلة والقواسم المتداخلة في برنامج العمل الذي أخذ يكون سمة موضوعية تستهدف تحقيق المنجز، وكما تعمل لاختيار آليات، الاعداد المتمثلة بتصميم انماط الانظمة وصقل المواهب المنتقاة، كما تحرص بذات السياق لتنفيذ جملة معرفية عبر الاكاديمية الرياضية للبناء الجسماني وهو البرنامج الذي يميز قدرة اللاعب المحترف عن الهواة في العمل ويجعله يقوم بدوره المطلوب في الملعب على اكمل وجه .

ليأتي ذلك كله عبر وجبات من التدريب البدني المنضبط بما يتماشى مع البرنامج الخططي المتصل الذي بدوره يسعى لتنمية قدرات المدربين من خلال الارتقاء بوسائل الاطلاع المعرفي والاستخدام التكنولوجي بمناهج العمل في مسعى يقوم على توظيف الموهبة ضمن عمل جماعي يقدم اضافة لفريق بحيث، ليأتي هذا كله من على ارضية منهجية خاصة بكرة القدم باطار تنمية الموارد البشرية في الاكاديمية الرياضية على ان يكون ذلك وفق برنامج متصل آخر خاص موضوعي يوازي العمل بالجاتب الموضوعي يقوم على انظمة تشبيك رأسية وافقية مع الاندية العربية والاوروبية بغية التسويق الآمن للاعب الموهوب بعد ان تم اعداده وتوظيف قدارته وابراز موهبته.

وهو ذات البرنامج بنهج العمل الذي كان قد حمله كتابي (الاوراق الملكية رؤية استراتيجية ) في الباب الخاص باعداد المواهب وتنمية القدرات بواسطة مبادرة (اكاديمية المونديال الاردنية) التي تقوم على الشراكه مع القطاع الخاص في اطار المسؤولية المجتمعية، كما احتوى الكتاب ايضا على سبعة عشرة مبادرة في المناحي التعليمية والاقتصادية والشبابية والسياسية تقوم على تقديم رؤية استراتيجية بتطوير نموذج للاردن الجديد في البنية الفوقية كما في البنية التحية التي بينها مشروع العقبة ووادي رم كنموذج، وهذا ما يمكن مشاهدته في مونديال قطر عبر البنية التحتية للبلد المستضيف التي قدمت نموذج رائع بالتقديم والاعداد والتنظيم كما في البنية الفوقية للفريق المغربي .

فالانجاز المغربي الذي تحقق في المونديال ساهم برفع شأن المغرب على المستوى الشعبي والرسمي، وقدم للمغرب هدية جعلته يشكل علامة فارقة في الانجاز مشاركا بذلك الدولة المستضيفة للمونديال دولة قطر ذات المنجزات المبهرة في البنية التحية لكن سمة البنية الفوقية للمغرب حققت له علامة لا تقل بأهميتها لا في المضمون ولا بالعنوان عن علامة الجودة القطرية عندما استطاع اداء المنتخب المغربي توحيد العرب بكل ألوانهم وأطيافهم واثنيانتهم ومذاهبهم واديانهم، وبات الجميع مشدود بالنصر خلف المنتخب العربي المغربي الذي بات يمثلهم كما مثلتهم دوحة العرب بجغرافيا مكان المونديال .

وهو الانجاز الذي لم يكن ليتحقق لولا صدق الارادة وحس الادارة المغربية التي كانت تقف خلف هذا الانجاز الرياضي الكبير ، وهي الادارة التي اتخذت من المنهجية عنوان لتحقيق المنجز وابتعدت عن حالة الفزعة التي تقوم عليها المجتمعات النامية عندما شيدت نظام مؤسسي حمل عنوان مؤسسية المنجز .

فالانجاز المغربي الذي تحقق يؤكد أن لا انجاز دون استراتيجية عمل، ولا نجاح من دون مشروع متصل يحفظ له الديمومة وعلى أن يأتي ضمن برنامج عمل داعم يحفظ للمشروع عناوين الحماية المطلوبة من ارضية قيمة تنطلق من دافع الايمان بضرورة الاستمراية واعتبار المنجز غاية يجب الوصول اليها فإن الارادة وحدها مهما بلغت من عُلا لن تحقق النجاح المنشود وان اسلوب الهبة والفزعة لن يحقق الاهداف المتوخاة مهما بلغ من علو، لكن العمل المعرفي وحده قادر على تحقيق ذلك .

إن الادارة الصحية والسلمية التي تشكل ركيزة اساسية في ترجمة الاهداف على ارض الواقع تعتبر احد اهم عناصر النجاح، وهي قادرة على ترجمة جملة الاهداف وليس الامكانات وحدها قادرة على تحقيق ما يتم استهدافه لاسيما وان المنجزات مهما سمت فيها الرؤية يمكن تحقيقها بينما لا تشكل الامور المادية في مضامينها اكثر من 10% من جملة التحقيق اذا ما احسن تقديم رسالتها عبر مشروع منبثق عن رؤية استراتيجية يشارك فيها الجميع من اجل رفعتها والاسهام بتحقيق اهدافها بتوفير الدعم والافقي وادوات المؤازرة المطلوبة، وهذا ما يعد احد اهم اسرار نجاح مشروع صقل المواهب وتنشأة القدرات.

إن وجود عمل مؤسسي يقوم على المعرفية والمهنية لتحقيق الاهداف سيحقق النتائج المرجوة للمشروع على المستوى الافقي الشعبي وليس فقط بتحقيق الاستفادة الرأسية، وهذا ما يوفر للمشروع درجة الحماية اللازمة والعناية والرعاية المطلوبة، وهذا ما يقوي من اركان المنهجية ويجعلها تعمل بشمولية وتحوي على سياقات (بدنية وفنية وتقنية ومعرفية) وهو ما يشكل عنوان الحل الذي نتوق لتكوينه في كل المجالات عبر نظم مؤسسيه ترسي قواعده وتشيد المنجز القادر للحافظ على استمرارية وحيوية المشروع الريادي لتنمية القدرات وصقل المواهب .

إذا أردنا الوصول للمونديال القادم، فالنبدأ على الفور بإنشاء اكاديمية المونديال الاردنية وتنفيذ برنامج عملها والتي سيقوم حزب الرسالة باطلاق خطة عملها في مؤتمره العام القادم، وكما سبطلق مبادرات اخرى ضمن برنامج عمله (نحو اردن افضل) فالاردن يمتلك رسالة يمكن ان تميز طابعه لما يمتلكه من مشتملات تنموية ونماذج عمل سياسية .

وهو يمتلك قيادة قادرة على تذليل كل الصعاب التي تحؤول دون تطبيق رؤية قيادية الهاشمية الماجدة (نحو اردن افضل) مهما حاول البعض حرف مسارها بتبديد عناوينها وحاول اخرين وضع العصي بعجلة دواليب سيرها واستمرت فئة برمي حجارة بطريق كل من آمن بها، وهذا ما نرفعه للمقام السامي .