النقد والرّدح واللغة العمياء
طلعت شناعة
11-12-2022 11:11 AM
للأسف الشديد.. والشديد جدّا، لا يزال بيننا من يستخدم " اللغة العمياء " في " نقد " الاعمال الفنية والأدبية ولا يميز بين الفن والإبداع والأشياء الأخرى.
ومن هؤلاء مَن يوغل في في تطرّفه باللجوء إلى الشتائم أثناء تناوله لكتاب لم يعجبه او عمل فني لم يرُق له او لعله (سمع عنه) ويستسلم للاراء التي تداعب افكاره ومعتقداته وايضا .. مزاجه.
هناك فرق بين النقد من أجل الإصلاح والتقويم وبين "الردح" على طريقة "ردح المصاطب والحارات واولاد الشوارع"..
واحد يكتب على "الفيس بوك" وكأن بيده "فأسأ" او "شاكوشا" او "كريكا" او "طُوريّة".. او مِطرَقة " او اية أداة من أدوات القتل والأذى.
يقول مثل صينيّ " اذا اردت إصلاح شيء .. عليك أن تبيّن سلبياته بدلا من "هدمه وتحطيمه" على طريقة الأطفال الذين حين يعجزون عن معرفة "ألعابهم" يقومون بتكسيرها.
من هؤلاء الناس، كائنات محترمة ولهم كل المودة، لكنهم يتسابقون وراء آراء وأشخاص لهم "مأرب لأجندات ومصالح" في هدم الإبداع سواء كان رواية او مسرحية او فيلما او لوحة فنية.
بل إننا لاحظنا اللجوء إلى "لغة التحريض" لمعاقبة الكاتب الفلاني الذي ارتكب بنظرهم "خطيئة" مع أن العمل الثقافي دائما قبل للنقاش.. وإلاّ لما استمر المبدعون في تقديم إبداعاتهم.. سواء في العالم العربي او في شتى بقاع الدنيا .
ولو سمح المجال، وهنا ادعو إلى ندوات او محاضرات لمناقشة هذه القضايا الساخنة.. لقلنا فيها الكثير وقدمنا ادلّاتنا وبراهيننا، وأوضحنا ما غُمّ على الناس " الأبرياء والمحايدين، بدل ترك المجال ل "العنف اللغوي" والذين يحكمون على المبدعين "غيابيّاً " ومع سبق الظن والمصالح " !.