الترشح للانتخابات .. واجب وطني!
عاصم العابد
31-10-2010 02:09 AM
الفكرة السائدة لدى الكثيرين، هي ان المترشحين للإنتخابات النيابية، «جمل ووقع». وان المطلوب في هذه الحالة، كثير ومتنوع، ومختلف من شخص الى آخر ومن مترشح الى آخر.عدد من الناخبين ينتظرون هذه «المناسبة لامتصاص المترشح الى اقصى حد، وسلخ جلده، انطلاقا من مفاهيم نمطية سائدة، تقول ان المترشح يريد ان يصبح نائبا، من اجل نفسه اولا وآخرا، ومن اجل زيادة ثروته، وتنشيط ارصدته، ولذلك فإنه «حلال مص دمه»!!.
ومن الانصاف ان نؤشر على ان حكومتنا قد غلّظت العقوبات على استخدام الرشوة لشراء الاصوات الانتخابية وانها عازمة على تطبيق ما اقرته في قانون الانتخابات المؤقت من عقوبات، دون هوادة او تهاون، خصوصا بعد ان اظهرت عزمها الاكيد على التصدي للفساد والمفسدين الذين نافسوا المواطنين على قوتهم وأرزاقهم واستنزفوا مقدرات الوطن في السنوات السابقة، وكذلك تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك بأن تكون الانتخابات نزيهة وشفافة وعرسا وطنيا ديمقراطيا تعكس صورة الاردن الحديث.
ولا يلام المواطن - رغم انه يؤثم - على ما عوّده «نوّاب الغفلة»، من ان الصوت الانتخابي، سلعة تباع، سلعة لا علاقة لها بالضمير والوطن والواجب والمسؤولية والفساد والرقابة والمستقبل. سلعة تباع وتنتهي صلة الدافع بالقابض، فور وضع ورقة الانتخاب في صندوق الاقتراع.
غير ان الوضع ليس على هذه الدرجة من القتامة والبؤس، فهناك اكثرية لا تتجرد من وطنيتها ولا تساوم على خلقها ودينها، ولا تتعامل مع الانتخابات باعتبارها بازارا ومسرحا للمهرجين، وتأنف ان تمضي الى قبة البرلمان بوسائل مخالفة للقانون.
ونجد المواطن الواعي اليقظ العفيف الشريف الذي يخاف الله في صوته ويرجو مرضاته ويأمل ان يسهم صوته الحر الصافي في اختيار نواب وطن اكفاء اقوياء امناء على المصلحة الوطنية وعلى حقوق المواطن يشكلون تحت القبة ضمير المواطن وعينه البصيرة الكاشفة وصوته المدوي في وجه اي مشروع قانون يمس حقوق المواطنين وحرياتهم وفي وجه اي حيف يلحق بالمواطن او اذى يطاله من مشروع قانون او من تعسف في تطبيق قانون.
ان الانتخابات النيابية فرصة وطنية لإبداء الاحترام والتقدير والتبجيل للمترشحين الذين نرجو منهم ان يكونوا متراسنا وحصننا وصوتنا المدوي وعصانا الغليظة في وجه الفساد والفاسدين. ويتوجب ان نستقبلهم وان نكرمهم وان نفتح لهم قلوبنا وبيوتنا وان نسديهم النصح والرأي وان لا نعدهم دون ان نفي وان لا نمن عليهم او نبتزهم في هذه «الضائقة» التي هم فيها.
واكاد ادعو الى ان تسمح الحكومة لاحقا بعودة كل المترشحين الذين استقالوا من وظائفهم من اجل خوض غمار الانتخابات النيابية، دون ان تتقطع بهم السبل فيصبحوا خاسرين خسارات عدة. وانني ادعو الى التبرع للمرشحين الذين نتوسم فيهم القوة والامانة والكفاءة وان لا نرمي بهم الى الديون والقروض الحسنة والسيئة وان لا نضطرهم الى بيع قطعة ارض او رهن شقة العمر من اجل الانفاق على الحملة الانتخابية.
ويجدر ان نحافظ على الوشائج والصلات التي بين المواطنين والاهل والاخوة والتي هي بأهمية الانتخابات وهي ابقى وأثمن، فواجب صيانة علاقات الود وحسن الجوار بين مؤيدي المترشحين وذويهم والحفاظ على ديمومتها نقية بلا شوائب هو من اولى وابرز واجبات المترشحين وجماعاتهم ومريديهم.
Assem.alabed@gmail.com
الراي