عمون - يعتبر التفسير أحد العلوم التي تهتم بفهم وتفسير الأحلام والرؤى وقبل أن نبدأ في تعريف تفسير الأحلام، يجب علينا أولاً التفريق بين عدة مصطلحات مهمة.
الأولى هي "التأويل"، وتعني تفسير الإشارات واستنتاج المعاني من الكلمات والأحداث والوقائع التي لا تتبع قواعد التفسير العلمية المحكمة ويعتمد فيها على الإلهام والقوى العقلية أو الروحية المميزة.
الثانية هي "التعبير"، وهو مصطلح يُستخدم بشكل خاص في تفسير الرؤى. يُشير إلى فهم الرؤية وتحليلها، ويُطلق على المرحلة التي يتم فيها تحويل الظواهر الخارجية للرؤية إلى معانيها الداخلية.
أما المصطلح الثالث فهو "التفسير"، ويشير إلى توضيح وشرح معاني الكلمات، ويتطلب الامتثال للقواعد اللغوية، حيث لا يمكن للمفسر أن يتجاوز الدلالة اللغوية للكلمة.
المصطلح الرابع هو "الحلم"، ويشير إلى ما يراه الإنسان في النوم ويتسم بالسلبية والشر، ويعتقد أنه من تأثير الشيطان.
أما المصطلح الخامس فهو "الرؤية"، ويشير إلى ما يراه الإنسان في النوم ويتسم بالإيجابية والخير، ويعتقد أنه من الله.
بناءً على ذلك، يمكن تعريف تفسير الأحلام بأنه عملية تكسب المفسر فهمًا خاصًا لما يُرى في الأحلام والرؤى وفقًا لتجربته وممارسته. ويتم ذلك على نحوين:
- أولًا، تفسير العوامل التي تؤدي إلى تلك الأحلام وما يتطلبه الفرد وما يميل إليه. يتضمن ذلك تأثيرات العقل الباطن وظروف الجسم الفعلية مثل التعب والضغط والتوتر.
- ثانيًا، العبور إلى الجوانب العميقة للرؤية، إذا كانت الرؤية صالحة، فقد تكون توجيهًا من الله بشأن أمور غيبية وتعتبر جزءًا من النبوة.
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الرؤيا ثلاثة: منها تهاويل من الشيطان ليحزن ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة".
وعلى سبيل المثال، يُمكن تفسير رؤية الأذان على المنارة بأنه إشارة إلى أن الشخص قد يحصل على فرصة لأداء الحج، استنادًا إلى قوله تعالى: "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ". أما إذا كان الشخص يؤذن في قافلة، فقد يكون ذلك دلالة على أنه سيتعرض للسرقة، استنادًا إلى قوله تعالى: "ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ". وإذا كان يؤذن في برية أو معسكر، فقد يكون ذلك دلالة على أنه جاسوس، استنادًا إلى قوله تعالى: "فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ".
يجب أن نذكر أن تفسير الأحلام هو علم اجتهادي ولا يمكن التأكيد على صحته بشكل قطعي. إنه يتطلب المرونة والمهارة والتجربة، ويجب أن يكون المفسر حريصًا على تفادي الأضرار المحتملة وأن يأخذ في الاعتبار حالة الرائي وزمانه ومكانه. علاوة على ذلك، يجب على المفسر أن يدرك أن تفسير الأحلام هو علم افتراضي وليس علمًا قطعيًا، ويجب عليه أن يكون على علم بأن رؤياه قد تكون خاصة به أو قد تكون لغيره. يجب أيضًا أن يتوقع أن الأحلام قد تكون قابلة للتفسير بطرق معاكسة.
هناك عدة كتب مهمة تتناول تفسير الأحلام، ومن بينها:
- "تفسير الأحلام الكبير" لأبو سعد الواعظ.
- "منتخب الكلام في تفسير الأحلام" لمحمد بن سيرين البصري.
- "تعطير الأنام في تعبير المنام" لعبد الغني النابلسي.
- "الإشارات في علم العبارات" لابن شاهين.
- "البدر المنير في علم التعبير وشرحه" للإمام الشهاب العابر الحنبلي.
هذه الكتب تعد من الكتب الهامة في مجال تفسير الأحلام وقد تقدم نقاط نظر وطرق مختلفة لفهم وتفسير الرؤى والأحلام.