عمون - أضغاث الأحلام هي مصطلح يُستخدم لوصف الأحلام المتشابكة والمتداخلة التي تحتوي على تفاصيل كثيرة وغير مترابطة، ولا يمكن تفسيرها بسهولة يعود مصطلح "أضغاث" إلى الحشيش الذي يتداخل ويختلط معًا في قبضة واحدة، سواء كان طويلًا أو قصيرًا، طريًا أو يابسًا، وتحتوي هذه القبضة على الأعشاب الصالحة للأكل وغير الصالحة. وبالمثل، تشير أضغاث الأحلام إلى الأحداث والمخاوف التي تخزن في الذاكرة والعقل الباطن، وتعيد تشكيلها أثناء النوم، مما ينتج عنها حلمًا متشابكًا دون وجود ترابط واضح بين تفاصيله.
تُراعى عادةً الفروق بين الأحلام وأضغاث الأحلام والرؤى. الرؤيا تشير إلى رؤية شخصية تحمل بشارة بالخير أو تحذيرًا من الشر، أو توجيهًا وإرشادًا. أما الحلم، فهو ما يراه الإنسان من أمور محبوسة أو مكروهة في نومه، وقد يكون مصدره الشيطان. وأما أضغاث الأحلام، فهي ما يراه النائم وليس برؤية أو حلم، بل هي مجرد خلط للأفكار والتجارب المختلفة التي تخزّنت في العقل الباطن، وتظهر بشكل عشوائي دون ترابط واضح.
يُشدد على أن الرؤى تحدث غالبًا في الغداة والأصالة، وتكون قريبة من حدود النهار وأوقات الهدوء والاستقرار النفسي، مثل الرؤى التي تحدث وقت السحر، وتُعتبر أكثر صدقًا. يعتبر الإنسان الرؤية بشكل عام مصدرًا للسعادة والانتظار لرحمة الله. على العكس من ذلك، تحدث أضغاث الأحلام في منتصف الليل أو وسط النهار.
قد اهتم العلماء المسلمون بتفسير الأحلام، مثل محمد بن سيرين، وقد قدموا تفسيرات مختلفة وتحليلات للأحلام ومحاولة فهم أسبابها ومصادرها. من جانبهم، اهتم العلماء في الغرب، مثل سيغموند فرويد وألفرد أدلر وكارل يونغ، بدراسة ظاهرة الأحلام وتفسيرها على أسس علمية، وربطوا الأحلام بالصراعات النفسية والرغبات اللاشعورية والمقاومة النفسية التي تؤثر على الحياة النفسية للإنسان.