رغم أنني من حزب المقاطعين لأية انتخابات برلمانية ما لم يتم تغيير قانون الصوت الواحد في اطار وطن شامل يحافظ على وحدة البلد والناس في الاردن بدلاً من تفتيتها وينقلها خطوة على طريق التحولات الديمقراطية, الا ان هذه المقاطعة لا تمنع من ابداء الرأي وقراءة المشهد الانتخابي في اكثر دوائره حساسيه, اي الدائرة الثالثة, علماً بان هذه الدائرة فقدت الكثير من وزنها الاعتباري السابق كما ظهرت عليه في آخر انتخابات احترمت الكتل السياسية والتنافس الديمقراطي المقبول وذلك عام 1989 حيث جرت الانتخابات على قاعدة القوائم والتحالفات التي كسرت البعد الجهوي والعشائري والشعارات الخدماتية لصالح البعد السياسي والتشريعي حقاً.
وتستمد الدائرة الثالثة اهميتها من الفسيفساء التي تمثل مختلف الاطياف و»الاصول والمنابت« التي تؤشر على واقع ومستقبل الحراك السياسي في الاردن.
وبافتراض وجود الحد الادنى من النزاهة بغياب ومقاطعة قوى المعارضة الاساسية فان فرصة النجاح فيها تحتاج لتكامل بعدين معا هما الاعتبارات التي تميز هذه الدائرة وكتلة التصويت, فواحدة منهما لا تمنح الفرصة لأحد وحيث تتراوح كتلة التصويت بين الاصوات المستقرة والاصوات المهاجرة »المنقولة« تحتفظ الاعتبارات بوزن اكثر اهمية وتنقسم بين عدة كتل اجتماعية اساسية هي: الشوام والنابلسية »القصبة والمحيط« والبلقاويه وكتل ثانوية »اللد والخليل والطفايلة«.
ويضاف الى ذلك تحولان الاول يتعلق بالمعقد المسيحي الذي يبدو انه - حسب ملاحظة الصديق احمد سماره- انتقل من كوتا مسيحية عامة, كانت من نصيب الاردنيين »قعوار اليساري وحدادين القومي« الى كوتا للمسيحيين الفلسطينيين من خارج المعارضة اليسارية والقومية.
اما التحول الثاني, فهو تراجع البرجوازية الوطنية في الدائرة الثالثة لصالح الاثرياء الجدد من المقاولين والتجار الذين استفادوا من تمويل قوات الاحتلال الامريكي في العراق.
بعد هذا العرض او التشخيص العام ولمن يهتم بلعبة الاحتمالات فان التنافس في هذه الدائرة قد يأخذ الاحتمالات التالية:
البقاعي او مروان سلطان عن الشوام, الشخشير او رمضان عن النابلسية, العبادي عن البلقاوية, قواس او خوري عن المقعد المسيحي وربما نفاع اذا لم تكن هناك فرصة لمرشح بعثي اخر في دائرة اخرى..
اما ريم بدران التي أظهرت حضوراً كبيراً في انتخابات غرفة التجارة وموطنها الدائرة الثالثة, فالأرجح ان تفوز عن الكوتا النسائية..
ومن المفهوم طبعاً, ان مرشحين عديدين في عموم دوائر المملكة يعرفون انهم لن ينجحوا وانهم تقدموا للترشيح لغايات اخرى من المضاربة او تشتيت الاصوات الى الانسحاب في اللحظة الاخيرة مقابل صفقة ما الى رفع نسبة المشاركة ... الخ
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
العرب اليوم.