تأسست محطة العلوم البحرية في عام 1978 كمعهد ابحاث مشترك بين الجامعة الاردنية وجامعة اليرموك على الشاطئ الجنوبي لمدينة العقبة بهدف دراسة الحياة البحرية في خليجها.
كنت قد زرت المحطة لاول مرة عام 1994 كطالب علوم حياتية في كلية العلوم في جامعة اليرموك ضمن رحلة علمية كجزء من مادة البيئة التي يدرسها طلاب السنة الرابعة. زرنا خلال الرحلة منطقة صحراوية قريبة من العقبة للتعرف على النظام البيئي فيها، وقضينا الجزء الثاني من الرحلة في المحطة وفيها تعرفنا على انواع الحياة البحرية الموجودة في خليج العقبة من خلال "الأكواريم او ما يسمى معرض الاحياء البحرية". في وقتها كانت رحلة علمية مفيدة وذات قيمة مضافة.
منذ سنوات قليلة قررنا كعائلة ان نتعرف على وطننا الجميل، ولذلك زرنا اماكن مختلفة في الاردن. وللعقبة نصيب من ذلك حيث نقضي عطلة نهاية اسبوع في شهر تشرين اول او تشرين ثاني من كل عام في رحاب العقبة. وكنوع من تنويع النشاطات خلال الرحلة، زرنا قبل ايام محطة العلوم البحرية، وهذه هي زيارتي الثانية لها حيث كانت الاولى قبل ما يقرب من ثلاثين عاما.
مرافق المحطة على حالها منذ 30 عاما؛ معرض الاحياء البحرية الذي كان في عام 1994 يلفت انتباه الزوار تحول الى مجموعة من الأحواض الزجاجية البائسة فيها القليل من الكائنات الحية. ولم يوفق التطوير في توفير ارضية مستوية ولا اضاءة مناسبة لمعرض العلوم البحرية وحتى اللوحات التعريفية المرافقة للاحواض الزجاجية لم تنفذ باتقان وتخلو من اي لمسة جمال.
على زوار المعرض ان يدفعوا رسم دخول ولا ضير في ذلك، وهي رسوم مخفضة للزائر الاردني تبلغ دينارا واحدا وغير ذلك لغير الاردني، ويتوقف دور كادر المحطة على بيع التذاكر حيث لا وجود لموظفين داخل المعرض لمساعدة الزوار في التعرف على محتوياته.
الجامعة الاردنية وكذلك اليرموك من الجامعات المرموقة على المستوى المحلي والاقليمي، ومن المؤكد انهما تبذلان جهودا كبيرة لترتقيا على المستوى العالمي. المحطة البحرية على الحال الذي آلت اليه لا تشكل رافعة لرقى الجامعة الاردنية وجامعة اليرموك بل هي على العكس من ذلك.
محطة العلوم البحرية في السابق قد تكون لعبت دورا مهما في دراسة الحياة البحرية في خليج العقبة، ولكنها الان يجب ان تخرج من الخدمة اليوم وقبل الغد، وهي الان لا تليق لا بالجامعة الاردنية ولا بجامعة اليرموك ولا بالعقبة كمنطقة جذب سياحي.
زرت المحطة قبل ايام ولكنني لن ازورها مجددا ما لم يتم تجديدها وحسب اعلى المواصفات العالمية الخاصة بهذا الشأن، وكذلك لا انصح ايًا كان بزيارتها غير اصحاب القرار ولهدف واحد فقط وهو اتخاذ القرار باخراجها من الخدمة حتى تتوفر الظروف لاعادة بنائها.