تحدثنا عن الشباب وملأنا شاشات الفضائيات، أعلنا أن الشباب أمل المستقبل وبناة الوطن ونصف الأمة ويزيد! لم نترك مناسبة إلا وتحدثنا عن بناة المستقبل، أنشأنا مؤسسات حملت اسم الشباب: وزارة الشباب، معسكرات الشباب، هيئات الشباب، فماذا أنتجنا؟ شبابٌ مكتهلون في شبابهم! كان أداؤنا الشبابي عاليًا ولكن إنتاجنا يحتاج إلى ميكروسكوب لكي نراه!.
ما لاحظته أنا: في الجامعات ركّبنا لهم عشرات الكميرات لنراقبهم لا لنحميهم ، وفي المدارس سحبنا منهم كتبهم كي لا يرموها في الشوارع، وفي الملاعب منعناهم من حضور مباراة، كنا نتوقع خلافًا لأبي حمزة الشاري أن يكون شبابنا: ليسوا مكتهلين في شبابهم وغضيضةٌ عن الشر أبصارهم وثقيلة عن البطالة أرجلهم أنضاء حماسة وأرباب عمل!. لم يحدث شيء من هذا، بل بنينا لهم مؤسساتهم ورضينا لهم البسطاء قادةً.
عيّنا لهم قادة، "توخينا" فيهم الخير، ولكن هذا الخير لم يحصل!"فتوخينا" فيهم أن يفتح الله لهم بابًا، و قد تمّ فتح هذا الباب! ولكنهم أغلقوه!! وجدوا منهاجًا يعلم الشباب ما لم يتعلموه في المدرسة والجامعة! ولكنهم أهملوه!.
إنها الطريقة الأردنية ذاتها: شقلبة الأمور!. وقديمًا قال حيدر محمود: هذا زمنٌ قاع الأشياء المقلوبة فيه أصبح قمة!. سبقه الشاعر الأمي مصطفي السكران حين وصف الزمان القادم بأنه زمان الشقلبة!. بعيدًا عن القمة والقاع، وعن زمان الشقلبة: ألا يستحق الشباب أن نكون واعين ومهتمين في إدارة شؤونهم؟؟
ملاحظة: هناك منهاج لبناء الشباب بُنيَ في لحظة مسروقة من الزمن الأردني!
د فارس بريزات شكرًا لأنك صاحب تلك اللحظة!.