"فرحة" هل اكتملت الحكاية؟
طلعت شناعة
07-12-2022 10:56 AM
لا يمكن لأي عمل فني، سواء كان ( فيلما سينمائيا او رواية او مسرحية او مقطوعة موسيقية او لوحة فنية ) أن يقول ( كل شيء ) عن القضية او " الرسالة " التي يريد إيصالها للمتلقي او المُشاهد.
وهذا ينطبق على فيلم " فرحة " للمخرجة دارين سلام التي كتبت القصة التي تتناول بعضاً من معاناة الفلسطينيين خلال النكبة و أثناء الاحتلال الاسرائيلي عبر حكاية عائلة فلسطينية بطلتها الفتاة "فرحة" التي تجسّد شخصيتها الفنانة كرم الطاهر والتي أتقنت دورها عبر ملامحها وبعينيها، فنقلت للمُشاهد مشاعرها وعذاباتها النفسية وهواجسها سواء الاجتماعية ورغبتها في إكمال تعليمها او حين قام والدها "الفنان فراس الطيبة" بحبسها "لحمايتها حين اندلعت المواجهات بين "المناضلين الفلسطينيين" وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ولعل المخرجة وصاحبة القصة أرادت تعميق حال الحزن والتعاطف مع الشخصية الرئيسية "فرحة" كأنموذج مصغّر للحالة الفلسطينية والشعب الفلسطيني القابع تحت ظلم المحتلّ الغاصب.
فبدت الدقائق في مشاهد "بيت المونة" مملة وكان الزمن الفلسطيني "يمضي بطيئا" لأن المعاناة طويلة وطويلة جدا.
وقد كان مشهد القتل للعائلة الفلسطينية بدم بارد كما تفعل قوات الاحتلال كل يوم في أرجاء فلسطين، فلا تميّز بين شيخ عجوز او امرأة حامل او طفل "مولود للتوّ ".. كما تفعل باي مناضل وبمجرد كونه يعشق تراب وطنه.
وهذا أهم ما في الفيلم "من وجهة نظري"، وربما كان يكفي لإيصال "رسالة" إلى العالم عن وحشيّة جيش ودولة الاحتلال.
وقام باقي ابطال الفيلم ( الذي تعرضه منصّة نتلفلكس ) واثناء ردة فعل عنيفة من جهات اسرائيلية متطرفة "كلهم متطرفون"، بأدوارهم كما ينبغي وبحجم الدور والشخصية سواء الاب او المرأة/ الحامل وزوجها وكذلك "العميل" الذي يدل قوات الاحتلال على حيث إختبأت العائلة التي لم تشفع لها وضعها للمولود دون قتلها.
الفتاة " فرحة " كانت ترى " المجزرة " عبر "شقّ" في الباب المغلق، وكأن المخرجة أرادت أن تقول هذا ما يجري والعالم يكتفي بالنظر عبر نافذة صغيرة وكأنه "عاجز" عن إنقاذ الأطفال والنساء من براثن " الوحش المفترس " بلا رحمة.