تستمر التحديات والصعوبات التي تشكل فاكهة تمدنا بالطاقة والقوة للسير قدما في هذه الحياة ننتظر بزوغ شمس الراحة وجمال الرغد بعد مشقة العناء والمكابدة، متعة على الرغم من صنوف المعاناة التي تحتضنها الا انها لا تمس الا الكادحين الشرفاء الأوفياء، الذين هم الوطن ويحملون هم الوطن وأمن الوطن وتقدمه على اعناقهم، فلذلك تبقى راياتهم مرفوعة وهاماتهم عالية تطال السحاب وتصبر في سبيل الوطن على صنوف العذاب.
منذ عدة ايام تصدرت وسائل التواصل الاجتماعي والاعلامي اخبار تفضي إلى اضراب أصحاب سائقي الشاحنات عن العمل احتجاجا على رفع أسعار المحروقات مما عطل سلاسل التوريد وأثر على الصادرات والواردات وكدس البضائع في مستودعاتها. اننا نعلم ان الحكومة ومنذ أشهر وتبعا للازمات العالمية المتتالية ربطت بين أسعار النفط العالمية وأسعار المحروقات الداخلية من حيث الرفع والخفض، لكننا لا نجد ذلك يسري على أرض الواقع فنجد التغول في رفع الاسعار يقابله خفض الاسعار اليسير، اننا لا نريد الخوض في الاخبار التي تشير إلى حصولنا على النفط بأسعار تفضيلية بموجب اتفاقيات سابقة مع دول الجوار بحيث ان الاسعار التي نحصل عليها لا تتاثر بالسعر العالمي.
لماذا نقوم دوما بالتغول على جيب المواطن التي يدعو الملك دوما إلى ضرورة تحقيق الحياة الكريمة له وتقديم الخدمات والراحة له، اننا لم نتجاوز البضع ايام من خطاب الملك الذي أكد فيه على أن المناصب تكليف وليست تشريف وُجدت لخدمة المواطن الذي هو عصب الدولة، ولم نتجاوز الايام القليلة من ذكرى رحيل وصفي التل الذي تغنينا باعماله في خدمة وطنه وقيادته الهاشمية وتطبيق رفعة المواطن في رئاسته. اننا لسنا سوداويون ولا نبتغي الا حياة كريمة موضوعية لا تستقوي على جيب المواطن ولا تنتقص من حقوقه، اننا كشعب واعي نعبر عن امتعاضنا بكل رقي وحداثة من خلال مقاطعة واضراب سلمي لا نبتغي الا جدية في الإصلاح وتطبيق مضامين لجنة الملك ورؤى الملك في قيادة موكب الوطن وسفينته الى بر الأمان والى مناخ الراحة للمواطن.
إن هذا الاردن هو جزء من الشام المبارك الذي بارك الله به في كتابه، وهذه البركة أصابت أرضه وأهله وشعبه وقيادته، لتقطر دعائم تعاضد وتلاحم وطني نتجاوز به كل التحديات والازمات، نسخر طاقاتنا وقوتنا المستمدة من وحدتنا لخدمة مقدساتنا والدفاع عن قضيتنا الأولى ومسرى رسولنا الكريم، ونسأل الله انفراجا لهذه الازمة يرفع من شان المواطن والوطن.