حميد رشيد الغافي على كتف مفيد الجزائري !
علي جبار عطية
06-12-2022 07:31 PM
مشهدٌ مؤثرٌ صورة الأستاذ مفيد الجزائري في الجلسة الاحتفائية بالكاتبة رجاء حميد رشيد الجمعة الماضية بالمركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي بمناسبة صدور كتابها التوثيقي المهم (حميد رشيد كما يراه الإعلاميون).
المشهد يتعلق بالصحفي الرائد حميد رشيد إذ أشار إلى أنَّ حميد رشيد كان يعيش الحياة بكل تفاصيلها، ومن ضمن ذلك أنَّ الجزائري عندما كان يمشي مع حميد رشيد يطلب منه الراحل أن يخفَّ السير لينام على كتفه بضع ثوان فيخطف هذه الإغفاءة العميقة ليستعيد نشاطه الذهني والجسمي !
تحدث الجزائري عن عمق علاقته بالصحفي والإنسان حميد رشيد، وأنَّه تعلم منه الكثير بالسلوك العملي، وقد تعلم الراحل اللغتين الإنكليزية والفرنسية بنفسه (من دون معهد أو كلية)، ومارس الترجمة بكفاءة ،وأنَّه من مؤسسي وكالة الأنباء العراقية ، ومن المناصرين لثورة ١٤ تموز، وكان بالنسبة له أباً وصديقاً وأستاذاً تعلم على يديه العمل الصحفي، ويتشرف بذلك إذ كان يشغل سكرتير تحرير جريدة (الشعب) لصاحبها يحيى قاسم، ويعد من ألمع الصحفيين العراقيين، وأنموذجاً للمثقف الوطني الصافي الأصيل، ويتمتع بلغة تعبيرية غير عادية، ويكتب عموداً من أجمل ما يكون، وعمل من أجل كتابة رفيعة المستوى، وتميّز بقدرته الذاتية للتعلم ليس على الكتابة، فحسب بل حتى في الحياة، وقد رآه، وهو يقرأ عن الموسيقى ليسمع السمفونيات، ويتفاعل معها، و هو عصامي وارتقى الى مستويات عالية وعمق ثقافي.
منوهاً إلى أنَّ كتاباته في جريدة( الشعب) وضعته في الصف الأول من الكتاب.
لكنَّ الموت زار حميد رشيد بعمر ٤٣ سنة في الثامن عشر من شهر شباط سنة ١٩٦٩م، وهو يعمل في مكتبه بعد شربه قدحاً من اللبن.
فهل كان اللبن أميناً في مهمته ؟