تحدثنا وكتبنا مرارا عن الاختناقات المرورية، ولكن يبدو ان أحدا لا يقرأ او يقرأ ويتغاضى ولا ندري ما الهدف وما المبررات لابقاء هذه الازمة تتفاقم يوما بعد يوم دون ان نسمع قولا وفصلا في هذا الأمر ودون ان نشهد اية محاولة لضبط الحركة المرورية ومعالجة الاختلالات.
هل نضب الفكر أم انعدمت المسؤولية او عجزت العقول عن طرح الحلول؟، أم أننا أمام معجزة صعبة الاختراق، أم هو الإهمال وعدم المساءلة ولا ادري ماذا يفعل المختصون بهذا الشأن ام انهم يقضون أوقاتا ممتعة بعيدا عن تحمل المسؤولية ومباشرة الحلول.
أصبحت ساعات الذروة هي الأصل وساعات الخلوة هي الاستثناء في ظل وجود نحو مليون ونصف سيارة في عمان تجوب شوارعها في مظهر بائس من فوضى المرور والتجاوزات الخاطئة وتغيير المسرب المفاجيء وتخطي الدور وقطع الإشارات الحمراء والمزاحمة والوقوف والاصطفاف الشاذ، وانحصر دور رجال السير في إجراءات اعتيادية متكررة لا تعالج شيئا من الازمة سوى تحرير المخالفات.
لا يعقل ان يقضي السائق اكثر من ساعتين لقطع مسافة عشرة كيلومترات داخل العاصمة، وكم رأينا سيارات الإسعاف تتأخر في نقل المرضى وسط هذا الزحام الموحش مطلقة زواميرها المتصلة دون جدوى.
وفوق هذا تلتهمك المطبات التي وضعت بشكل عشوائي ودون دراية او دراسة كجبال وعرة تعيق المرور وتسبب آلاف الاضرار في المركبات وحوادث السير.
الحاجة أصبحت جد خطيرة وبحاجة إلى صحوة ونقاء ضمير للتحرك فورا لمعالجة هذه الظاهرة المقلقة، فهل من مجيب؟.