ممتع نظام الثنائيات في الاردن, وعلى كل الصعد ولكن امتعها على الاطلاق هو ثنائيتها الاعلامية بين الرأي والدستور , مع الاحترام لكل اليوميات الاخرى ولكن ثنائية الصحيفتين ترسم ملمحا خاصا ونكهة جميلة على صباحات المواطن الاردني الذي يتنقل بين اوراقهما برشاقة كما رشاقة احرف الصحيفتين .طبعا لا اقصد ان اكتب عن الثنائية بحد ذاتها بل قصدت ان امارس بعض شقاوة في استنهاض الثنائية الصحفية في كشف تناقضات الحكومة الساكنة الان وكيف يمكن ان تكون الثنائية عاملا ايجابيا في المعرفة وتحديدا على المسار الحكومي .
الاربعاء 11-7-2007 كان يوما مناسبا لالتقاط المفارقة الحكومية في التناقض عندما حملت صفحة الرأي الاولى تصريحا للوزير محمد ذنيبات عن ترشيق الاعلام الاردني وهو لمن لا يعرف وزيرا لتطوير القطاع العام في حين حملت الصفحة الاولى للدستور تصريحا للوزير الصامت محي الدين توق عن خطة لاعادة هيكلة القطاع العام وتوق لمن يعرف او لا يعرف وزيرا للدولة مكلفا بشوؤن الاعلام .
الحكومة " لزيزة " على حد تعبير مصصطفى الحمارنة فالوزراء ومن شدة حراكهم باتوا يدخلون على تخصصات بعضهم البعض , ويتنقلون برشاقة الشباب رغم كهولتهم بين اروقة التصريحات والبيانات بلياقة يحسدهم عليها منتخبنا للشباب الذي تأهل الى نهائيات كأس العالم بل ويحسدهم عليها فريقنا الوطني للكبار .
الان نستطيع ان نعرف لماذا يضطر جلالة الملك الى الزيارات المباغتة , ويضطر الى الدخول في التفاصيل الدقيقة فالحكومة والوزراء مشغولين الى اعلى رؤوسهم بالمهمات الكبرى ومن كثرة الملفات التي بين ايديهم اختلطت عليهم المهمات فبات توق يتحدث عن القطاع العام وبات الذنيبات يتحدث عن الاعلام ولا نملك الا ان ندعو الله ان يعيننا اسف يعينهم.
الحكومة الان مشغولة الى شوشتها بالانتخابات ووزير النقل تحديدا مشغول بضمان نقل الاصوات الشعبية الى صناديق الاقتراع بامانة ويسر رغم ان هذا ليس عمله الحقيقي لذا غفلت عيناه عن زيارة المطار ومراقبة النقل الجوي والبري والبحري فالاصوات بحاجة الى من ينقلها بسرعة في العرس الوطني المنتظر .
الحومة مشغولة بالنقل كثيرا لدرجة ان وزير الاشغال فتح كل الورشات واغلق الطرق استعدادا لتعبيد الطريق امام الاصوات للوصول الى الصناديق دون مطبات ودون تحويلات ودون ان يبنشر عجل لمواطن .
الحكومة مشغولة جدا والوزراء لا يستطيعون حك رؤوسهم لذا ننصحهم باخذ اجازة طويلة للراحة والاسترخاء .
توق وذنيبات ننصحهم باعادة مشاهدة مسرحية ضيعة تشرين وكيف تم تبديل طوافي الوزراء , اما دولة المختار اعني الرئيس فاعانه الله على حمله الثقيل وعلى تنظيم وقته وتنظيم كلماته في المناسبات التي يعج بها جدوله .