الضريبة المنسية التي نبشت مؤخرا هي ضريبة بيئة بمقدار خمسة قروش على كل طن من البضائع الواردة إلى ميناء العقبة.

هذه الضريبة المقطوعة كانت فرضت مع تأسيس المنطقة الاقتصادية الخاصة في العقبة وجمدت على وقع ضغوط إلى أن تم احياؤها بإيعاز من ديوان المحاسبة لكنها جاءت كما التاجر الذي يفتش عن ديون يطلبها في الدفاتر العتيقة بعد ان كانت نسبا منسيا.

لا اعترض على فرض مثل هذا الرسم أو الضريبة لكن يجب التفريق بين البضائع المؤثرة على البيئة وتلك التي لا علاقة لها من قريب أو بعيد!.

هذا يعود بنا مجددا إلى مناقشة العبء الضريبي بكليته ونذكر في ذات السياق ان حكومة سابقة أرادت حصد شعبية فالقت حجراً في بئر، والحجر هو العبء الضريبي، والبئر هي الرأي العام الذي تلقفه بجدل فلا خرج الحجر، ولا الرأي العام كلاهما من البئر بنتيجة.

نسبة العبء الضريبي بلغت العام الماضي 24.2 بالمئة من دخل الفرد، وفق دراسات أجرتها دائرة ضريبة الدخل والمبيعات.

لسبب أو لآخر تم إسقاط رسم اشتراكات الضمان الاجتماعي لكن مع ذلك فان العبء الضريبي من الضرائب والرسوم غير المباشرة والمركبة ثقيل نسبة إلى معدلات الدخل.

نحتاج إلى احصائية تقول لنا ما إن كانت معدلات الدخل قد تراجعت أو ربما ارتفعت قياساً إلى ارتفاع معدلات التضخم في ظل النشاط الاقتصادي المتراجع وفي ظل معدلات البطالة وبيئة الأعمال.

الحكومات التي دخلت في مضمار مناقشة العبء الضريبي خسرت معاركها فما من اقتصاد يعتمد فقط في إيرادات مالية الحكومة على الضرائب والقروض والمنح والمساعدات ما عدا ذلك هي مشاعر من التعاطف مع المواطن لا تغني ولا تسمن من جوع الضرائب هي المورد الأساسي للخزينة لكن تحقيق النمو يحتاج إلى أفكار ومشاريع تنموية حقيقية لتوليد دخل خارج هذا السياق.

حتى مع نسبة العبء الضريبي إن بحدود 24.2% من دخل الفرد، كما يقول وزير المالية أو بحدود 26.5% في دراسة أخرى هي نسبة مرتفعة.. لماذا تكون هناك ضرائب غير مباشرة تقدّر بـ 3ر17%، وضرائب مباشرة بلغت 7ر3%، 5ر5% من اقتطاعات الضمان الاجتماعي؟

هناك خلل في مكونات النظام الضريبي؛ يسعى وزير المالية لاصلاحه لكنه لا يجب ان يغفل ان الضرائب غير المباشرة هي العبء إذ تنخفض الضرائب المباشرة إلى نسبة 24% من إجمالي الإيرادات الضريبية، فيما ترتفع الضرائب غير المباشرة والرسوم إلى نسبة 76%.

كلما جاءت حكومة جديدة تضع الضرائب في ميزان المراجعة وتقر أنها مرتفعة قبل أن تعود لتتردد في فتح هذا الموضوع خشية خسارة جزء كبير من إيراداتها مع أن العكس هو الصحيح إذ تقول كل الفلسفات والدراسات الاقتصادية إن ضرائب أقل تعني إيرادات أكثر تبعا لزيادة الإنفاق والاستهلاك.

(الراي)