قد نتصفحها يومياً دون حبر وورق... تلك هي الصحف الإلكترونية التي أثبتت جدارتها مؤخراً من حيث الأهمية التي تشكلها على حياتنا العصرية سواء من الناحية السياسية أو الإجتماعية والإقتصادية، فقد تطورت تكنولوجيا الإتصالات بشكل هائل نتيجة للتطور التقني وانتشار المعلومات بسرعة فائقة إستطاعت من خلالها أن تعبر القارات وتتخطى الحدود الجغرافية بكل معيقاتها!.
بداية الصحافة الإلكترونية كانت عبارة عن مجرد مواقع تحتوي على مقالات وموضوعات وأفكار وأطروحات بسيطة لتتحول في منتصف التسعينيات الى ظاهرة إعلامية جديدة إرتبطت مباشرة بعصور ثورة تكنولوجيا الإتصال والمعلومات... ليصبح المشهد الإعلامي والإتصالي الدولي أكثر إنفتاحاً وسعة، مما ساهم بإتساع الحريات الصحفية!!.
الصحافة الإلكترونية هي نوع من الاتصال بين البشر الذي يتم عبر الفضاء الإلكتروني والذي تستخدم فيه فنون وآليات ومهارات العمل في الصحافة المطبوعة مضافة إليها مهارات وآليات تقنيات المعلومات التي تناسب استخدام الفضاء الإلكتروني كوسيط أو وسيلة اتصال بما في ذلك استخدام النص والصوت والصورة والمستويات المختلفة من التفاعل مع المتلقي، لاستقصاء الأنباء الآنية وغير الآنية.
فإذا كان الراديو يقدم الصوت والتليفزيون يقدم الصوت والصورة والصحافة المطبوعة تقدم النص، فإن الصحافة الإلكترونية هي وسيلة من الوسائل التي بإمكانها تقديم الثلاثة معا بشكل مترابط، ويعود ذلك إلى أن أدوات ممارسة الصحافة الإلكترونية تعتمد بالأساس على التعامل مع المحتوى المخزن رقميا، الذي يتم فيه جمع وتخزين وبث جميع أشكال المعلومات... لكن التحدي الأكبر أمام العاملين في هذا المجال يكمن في سرعة نقل الخبر مع التأكد من مصداقيته إضافة الى التركيز على إختيار الكتابات النوعية التي تليق بمستوى ومهنية كل صحيفة... بحيث لا تتعرض تلك الصحف من قبل مرتاديها الى شكوك في مهنيتها ومصداقيتها.
قد لا يعرف البعض منّا أن الصحف المطبوعة التي يطالعونها في وقتنا الحاضر ورغم كونها خارج الإنترنت ما هي إلا نتاج بيئة عمل إلكترونية سائدة داخل المؤسسات أو الدور الصحفية التي تصدرها، بعبارة أخرى فإن الصحيفة المطبوعة يجرى إعدادها حاليا في شكل إلكتروني ورقمي بالكامل قبل الدفع بها للمطبعة لتعود في صورة ورقية مرة أخرى.
وفي هذا السياق أرسل تحية إعتزاز وإكبار لكل الزملاء الصحافيين الشرفاء الذين يعملون في هذا المجال سواء في الصحف الورقية أو الإلكترونية، لما يعانونه يومياً من متاعب من أجل إيصال الحقيقة للمواطنين غير متناسين أبداً الجنود المجهولين من محررين أكفياء ومسؤولي تحرير الذين يبذلون جل جهودهم من أجل إبراز الصورة الصحافية الأكثر مهنية وحرفية والتي تعمل على أساس خدمة مصالح الوطن والمواطن بكافة شرائحه!!..
Diana-nimri@hotmail.com
(الرأي)