عمون -تعتبر الرؤى والأحلام من الظواهر النفسية والروحية التي تعبّر عن ما يراه الإنسان في حالة النوم. يُعتقد في الثقافات المختلفة أن الرؤى الصالحة تأتي من الله لتُبشِّر المؤمنين الصالحين، في حين تكون الرؤى الباطلة من الشيطان بهدف إثارة حزن وخوف الإنسان. كما يُمكن أن تكون الأحلام نتيجة تفكير الإنسان في أموره اليومية وتجاربه الشخصية.

وقد أشار النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في حديثه إلى أن الرؤى تتنوع في ثلاثة أنواع: الرؤى الصالحة التي تأتي من الله وتبشِّر المؤمنين الصالحين، والرؤى التي تحزن الإنسان وتكون من الشيطان، والرؤى التي تكون نتيجة لأحاديث الإنسان نفسه في اليقظة. وأوصى النبي بأنه إذا رأى أحدكم رؤيا تكرهها فعليه أن يقوم ويصلي.

تفسير حلم الإفطار في رمضان يختلف وفقًا للمفسّر والتقاليد والعادات المحلية. وفي تأويلات ابن سيرين المعروفة، يُذكر عدة تفسيرات لرؤية الإفطار في رمضان، مثل قد يكون دلالة على استهانة ببعض الشرائع أو محاولة من الشيطان لإحزان الإنسان. كما يُذكر أن رؤية الإفطار والشهوة للقضاء يمكن أن تشير إلى رزق قادم غير متوقع. وفي حالة رؤية الإفطار دون تعمد أو جحود، فقد تشير إلى إمكانية السفر بمرضٍ أو رضاً من الله، وهذا يستند إلى قول الله تعالى في القرآن الكريم.

من جانبه، يُذكر النابلسي أن رؤية الإفطار والصائم يفطر في المنام قد يكون دليلًا على المرض أو السفر، ويُشير إلى أن رؤية الإفطار متعمداً في المنام قد تدل على ارتكاب المسلم للغيبة، ويُعتبر ذلك من الشيطان أما رؤية الإفطار ناسيًا، فقد تدل على حصول رزق حسن.

من ناحية أخرى، يذكر ابن شاهين أن رؤية الإفطار المتعمد قد تشير إلى التعب في السفر، ويمكن أن تكون من أهاويل الشيطان. ويُذكر أن رؤية الإفطار في غير الوقت المناسب قد تشير إلى ارتكاب الغيبة أو الكذب، ويمكن أن تشير أيضًا إلى المرض، ويُذكر أن رؤية الإفطار ناسيًا قد تدل على حصول الرزق الحلال.

في النهاية، يجب أن نذكر أن تفسير الأحلام قضية شخصية وتتأثر بالعوامل الثقافية والدينية والشخصية للفرد. يجب أن يُفهم التفسير بمرونة ويستشار فيه العلماء والمفسرون المعتمدين للحصول على فهم صحيح وشامل للرؤى والأحلام. والله تعالى أعلى وأعلم.