سؤال بلدي بسيط عامي كان يطرح علينا ونحن صغار ، ونطرحه نحن الصغار على آبائنا ، ونطرحه على بعضنا البعض . كان جوابنا لسؤال الكبار لنا : رايح على المدرسة . وكان جواب الآباء : على الشغل أو عالسوق . وجوابنا لبعضنا البعض : مروح أو عالدكان أو عالسينما. " مع الاعتذار لأهل اللغة على الكتابة العامية" .
واليوم وانا في العقد السابع من عمري استمر في طرح ذات السؤال : على وين رايحين ؟ حيث لم يعد مهما" أن أسأل شخصا" أيا" كان مع الاحترام إذ لا وجه للمقارنة بين " رايح"
و " رايحين " . " رايحين " قد تعني الأردنيين، وقد تعني العرب ، وقد تعني المسلمين وقد تعني الإنسانية. فالعالم الذي تحول إلى قرية من حقنا أن نسأل سكانه " وين رايحين"
فربما أجابنا بوتين أو بايدن أو تشارلز الثالث أو ماكرون أو رئيس الصين بأننا في طريقنا إلى الحرب العالمية الثالثة بقنابل ذرية أو حرب جرثومة للحد من تزايد سكان الأرض . من حقنا أن نسأل المسلمين "وين رايحين" ؟
فربما أجابنا زعيم أو مفت أو جماعة : في طريقنا إلى الوحدة أو تحرير فلسطين أو إلى الاستسلام ودمج الديانات أو تغيير الهوية أو فتح السجون أو تشريع يرحم المثليين المضطهدين !! أو التنكر لأحكام الاسلام . من حقنا أن نسأل العرب " وين رايحين " لعلنا نسمع قولهم باتجاه إخراج ايران الملالي من بلاد العرب ليعود اليمن سعيدا" و سوريا قلب الشام لاستقبال أبنائها الذين غادروها من جحيم القتل والدمار بعد مغادرة الاحتلال الروسي والأمريكي والإيراني . وليعود العراق إلى عراق التاريخ ومقر الحضارة التي تعود لسبعة آلاف سنة ، وربما لفتح الحدود الجزائرية المغربية ، وليعود نفط الليبيين لهم وليس للطليان. من حقنا أن نسأل الأردنيين " وين رايحين" ؟ هل سترتحلون باتجاه الانتخابات النظيفة والأحزاب البرامجية والبرلمان المسيس والحكومة السياسية ؟ هل سترتحلون باتجاه التعليم المجاني والمدارس المحترمة والمعلم مرفوع الرأس وجامعات البحث العلمي لا جامعات الجباية وتخريج جيوش البطالة ؟ هل سترتحلون باتجاه منابر رسول الله التي تصدع بالحق وتفتخر بأبنائها وعلمائها دون استيراد للعمائم لأننا المؤهلون لتصدير الاعتدال والوسطية، فنحن محاربو التطرف والتكفير والهبل والعمالة والاستئجار ؟ .
لكل منا أن يجيب بما يريد والمهم لنا جواب مالكي القرار في العالم وعالم العرب والمسلمين وأصحاب القرار في بلدي.