يا ليته صمت يا ليته ردّد أي انشاء لا يحمل فضيحة. ففي استزادة مُهللة قال الصحافي الهُمام لا فُضّ فوه ان العرب الانباط ينحدرون من الجزيرة العربية من بُصرى الشام، في افصاح عن جهل مطبق وفهلوة عرت صاحبها وان اتقن "الهمبكة".
كان ذلك فضيحة مجلجلة شهودها نحن جميعا، تطرح تساؤلا عن كيفية اختيار "المنابر" القوي منها والضعيف لمراسليها؟! كيف يجري تعيين فلان مسؤولا لا يجيد الا النفاق ولغة الدجل والخواء؟! . وما هي معايير الاختيار والانتقاء هذه التي تكشف عن زيف وضحالة مطلقة فاضحة؟!
فالجهل يشكل غشاء صلبا عازلا للعقل عن التفكير بفعل مصدات ثقافية سطحية ترافق الانسان منذ سني مدرسته وجامعته، وهو ما تكرسه نظم تعليمية سائدة تحبط المعرفة والانفتاح على العالم.
بلادة منقطعة النظير وتبجح بجهل يخيم على الشاشات ليصير أباً ووصياً على مؤسسات ومنابر تؤثر في النشء والوعي، بعد ان تسلّل هؤلاء رغم جهلهم الى ادوات العصر ليطوعوها في بث جهالتهم .
واذا كان أفلاطون يقول : ان إحدى عقوبات عدم اشتراكك في السياسة، أن يحكمك من هم دونك.، فلا بد ان نذكر انفسنا بان ابتعاد الصحافيين المثقفين ونأيهم بانفسهم عن الشأن العام يفضي الى هذه الضحالة والسقم.
muleih@hotmail.com