ظهر رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة في مقابلة على برنامج ٦٠ دقيقة الذي يبثه التلفزيون الاردني مساء الجمعة من كل اسبوع.
كان أمام الرئيس خياران: الأول أن يقول إن الأوضاع صعبة والتحديات قاسية لكي يشبع رغبة كثير من الناس ممن يكتوون بنار هذه الاوضاع فيحوز على شعبية ويقال إنه أصاب كبد الحقيقة ويبرر بعض الإجراءات الصعبة التي تتخذها الحكومة مثل رفع اسعار المحروقات والبطالة المتزايدة وان يطالب الجمهور بتقبلها.
أما الخيار الثاني فأن يقول إن الاقتصاد الأردني متين، والنتائج إيجابية، ولا مبررات للقلق، والهدف رفع المعنويات وبث روح التفاؤل كما يراها لتعزيز الثقة بالمستقبل.
الخياران صحيحان فالاوضاع الاقتصادية صعبة وضاغطة، كما أن بث التفاؤل والطمأنينة ضروريان فلا تناقض بينهما فاما ان نتقبل الظروف ونستسلم لها فلا نتقدم ولا نواجهها واما ان نواجهها بتفاؤل.
ليس هناك «يا أبيض يا أسود» في الاقتصاد ولا في السياسة، ولطالما كان الاردن متأثرا اكثر مما يؤثر في الظروف الاقليمية والدولية فهو ليس دولة تتمتع باقتصاد صناعي قوي وهو ليس عضوا في مجموعة العشرين وهو ليس من القوى العظمى.
هناك إيجابيات تستحق الذكر وقد اتى الرئيس على ذكرها بالتفصيل وهناك تحديات وصعوبات ذكرها الرئيس بالتفصيل ايضا.
دعا الرئيس الى التفاؤل بالمستقبل اكثر مما طالب الناس بالصبر والتضحية وبشر بنتائج ايجابية اكثر مما حذر من صعوبات قادمة.
نعم هناك ظروف صعبة يعيشها المواطن، وهناك ضرائب وارتفاع أسعار ولكن الحكومة تقول انها اتخذت اجراءات للتخفيف من تاثيرها وهناك المزيد بما يراعي الطبقة الفقيرة والوسطى الدنيا، ويقلل الكلفة الاجتماعية.
الرئيس، قدم نفسه وحكومته بعد اخر تعديل كحكومة تريد ان تنجز خصوصا بعد اكتمال العمل في محاور ثلاثة من الاصلاح، السياسي والاقتصادي والاداري.
الرئيس لا يظهر كثيرا في الإعلام لكنه إذ يفعل يسهب في التفاصيل والرسالة هي أن الحكومة تدرك أبعاد الوضع الاقتصادي، وتتفهم الظروف والأوضاع، وتعتقد أن بجعبتها حلولا واقعية قابلة للتطبيق، وهي تتطلب بعض الوقت وهناك من يقول إن ترف الوقت غير موجود.
المقابلة هدفت إلى تحقيق قدر من التواصل مع الجمهور وقد سعت لبناء الثقة وسواء نجحت الى حد ما ام لم تنجح، كانت خطوة مطلوبة لكنها فاتحة لمزيد من اللقاءات المفتوحة مع قطاعات اقتصادية وسياسية واجتماعية.
الرئيس يقول إنه لا يريد أن يظهر إلا إن كان لديه ما يتحدث عنه، قد يكون هذا صحيحا لكن من المناسب أن يظهر الرئيس مرات على الناس وفي مناسبات مختلفة ليواكب المزاج الشعبي.
(الراي)