رزنامة التطورات والواجبات التي يجب على الحكومة السير بها واضحة لدى رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونة، وهذا ما بدى واضحا من خلال المقابلة التلفزيونية مع برنامج ستون دقيقة، الذي بث عبر شاشة التلفزيون الاردني يوم الجمعة، فهو يدرك كما اتضح ان لا منطقة متاحة لتأجيل التحكم بالمسار الاصلاحي، وهو الذي يؤمن أن الحلول بالرغم من صعوبتها على المواطن في بعض الملفات، فإنه لا يمكن ان تسلك إلا لمدة محدودة، ومن بعدها سيكون الطوفان، وهو ما افرزته كل تجارب الحكومات السابقة، والتي اوصلت احوالنا الى ما نحن عليه الآن، لذلك جاءت تخصيصات الموازنة المتعلقة بالتحديث الاقتصادي والتي تقترب من 355 مليون دينار ومخصصات أخرى لخطة الإصلاح الإداري وتبلغ 40 مليون دينار كما قال وزير المالية في تصريحات سابقة، لتؤكد أن الحكومة تعمل عبر الجهات المعنية في القطاع العام للتحديث والتطوير، وللانماء والتعافي من ناحية وكذلك الاصلاح السياسي من ناحية اخرى، والاخذ بما انتجته اللجنة الملكية للاصلاح، حيث تم انجاز العديد من الاصلاحات بالتعاون مع البرلمان بغرفتيه النواب والاعيان.

والرئيس الخصاونة الذي اعلنها بصراحته المعهودة عندما قال "إن العجز في الموازنة وصل إلى (٢) مليار دينار، وإن الحكومة مضطرة للاقتراض في كل عام"، وهو ما يؤثر كما نعلم على الاقتصاد بشكل عام، ومع ذلك فهو ايضا يعلنها وبصراحة استشرافية انه "امامنا الكثير من الايام الافضل” ولذلك فهو قدم ارقاما فيها من المؤشرات الايجابية عن حال اقتصادنا مثل إرتفاع حجم الصادرات، ارتفاع العائد من القطاع السياحي، ارتفاع العائد الضريبي من خلال التهرب الضريبي، اضافة الى استمرار تدفق الاستثمارات العربية والاجنبية،
والرئيس الذي رفض ويرفض انحدار البعض للمنحنى التنازلي المرهون بحالة شعبوية هنا او هناك ، يرفض ايضاً أن يستثمر البعض في وجع الناس ، مدركاً هموم المواطنين وفي مقدمتها البطالة والفقر وإصلاح حال المؤسسات الخدمية، ووضع الحلول بما يتعلق بالملفات الاجتماعية والاقتصادية والمالية، دون أن يتخوف على تغيير وجه الاردن بالرغم من ما يجري في المنطقة من تهديدات للاستقرار الاقليمي ،مشيرا الى ان تفاؤله مستمر، وهو ما يمكن التعبيرعنه من قبلنا كمواطنين او مراقبين الى ان الرئيس الخصاونة يسعى بجد الى غسل وجه الاداء المؤسساتي الحكومي بماء تصحيحية تجعل المؤسسات تستجيب لحاجات المواطن ومطالبه .

والرئيس الخصاونة أيضا وهو يصدع لتنفيذ التوجيهات الملكية يفهم معنى هذه التوجيهات التي تشغل بال قائد المسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني ، الذي أعلن امام الوزراء والشعب أنه يريد وزراء يلتزمون بنهج حمل قضايا الاردنيين على مساحة جغرافيا الوطن وعند حدود الدولة وعلى حدود المجتمع، حتى لا يبقى إنسان واحد له قضية منسية او له مشكلة معلقة او يعاني من الفاقة والعوز …لذلك فالرئيس الخصاونة سيعمل كما قال مع الفريق الوزاري بسواعد مؤمنة بكل التوجيهات الملكية وسيعتبرونها وصية خالدة في سفر الاداء الحكومي.