الإمارات تحتفل بـ 51 عاما من عمر مسيرتها المباركة
عبدالله اليماني
03-12-2022 10:15 AM
سمو الأمير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .. الذي لم يمت قاهر الصحراء وصاحب الأوله.
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني الإماراتي ( 51 ) ففي عام 1971، تأسست الإمارات بعد توقيع اتفاقية الاتحاد، وتصبح دولة الإمارات العربية المتحدة قوية ، بدلا من دول ( 7) متفرقة.
يعتبر الثاني من كانون الأول كل عام موعد للعيد الوطني الإماراتي، ويعود ذاك إلى عام ( 1968 ) م . عندما قررت ( بريطانيا ) الانسحاب من ( الإمارات ) ، مما دفع كلا من سمو الشيخ ( راشد بن سعيد آل مكتوم ) وسمو الشيخ ( بن سلطان آل نيهان ) ، للتشاور في أمر الاتحاد.
ويأتي العيد الوطني الإماراتي تأكيدًا على جهود الأمراء والقادة العظام الذين أسسوا الإمارات، وبذلوا قصارى جهودهم للنهوض في الدولة ، ودعم ركائز الأمن والاستقرار فيها، الذي يجسده الاعتزاز بالوطن وحكامه ، ويدل على صدق معاني الشجاعة ، والولاء والوفاء والانتماء والإباء والشموخ ، لذرات ترابه الطهور .
وقد استطاع سمو الأمير الشيخ ( زايد بن سلطان آل نهيان) ، زرع محبته في قلوب مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة ، ومن تواجد على أرضها بتواضعه وكرمة ومحبته للجميع من دون استثناء، ولذلك عندما تسلم منصبه رئيسا بدولة الإمارات فقد غير وجهها ( متسلحا بالشجاعة والإيمان والحكمة ) ، ولا يزال اسمه يتردد صداه في كل ذرة تراب من تراب الإمارات وفي كل مكان وقف فيه على الأرض وأشار إلية بيديه وحدق بعينيه ونطق بلسانه بتوجيهاته .
وسمو الشيخ ( زايد بن سلطان آل نهيان ) أول من رفع علم الإمارات العربية المتحدة، في إمارة دبي في الثاني من كانون الأول عام( 1971 )م . ومن المعلوم أن صاحب ( الأوله ) لا تستطيع أن توفيه حقه ، فهو أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة ، فقد وحد الدولة مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ، عام ( 1971 ) م ، حيث عملا على تأسيس أول فدرالية عربية حديثة ، تضم إمارات ( أبو ظبي ، دبي ،عجمان ، الفجيرة ،الشارقة ،أم القيوين ورأس الخيمة ) ، وهو أول من طرح فكرة إنشاء مجلس التعاون الخليجي، الذي هدف إلى جمع كل من دول الخليج بما فيها الإمارات ونُفذت عام (1981) م .
لقد أصبحت دولة الإمارات لها مكانتها كدولة عربية وإقليمية كبرى ، رغم التحديات التي تواجهها ، فرسم خارطة ملامح الدولة الإماراتية ذات الملامح الواضحة للإنسان الإماراتي فكان إنجازه الأكبر جمع دوليات الخليج في دولة واحدة ( اتحاد ) لان الاتحاد قوة، وبذلك قدم نموذجا للعالم اجمع أن العرب قادرون على الوحدة، وإمارة أبو ظبي مقراً لمجلسها ، وتعيينه رئيساً لمجلسها سمو لشيخ زايد، طيب الله ثراه،أصرّ على تحدي الصحراء فكان ( قاهرها) الذي حولها إلى جنة غناء، والذي عاش أيام الستينيات ومازال حيا ، عند مشاهدته ذكريات الماضي وصور الحاضر يصاب بالدهشة ويقف يراجع تلك الأيام فانه بالتأكيد سيقف مندهشا لمشاهدته الانجازات الكبيرة التي تحققت في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وهذا يعود إلى عدم وجود حواجز بينه وبينهم ، فسموه أحبهم وبادلوه الحب ودائما يشاهدونه بينهم فأينما توجهوا يكون حاضرا ، يؤشر لهم هنا وهناك ، بيديه الكريمتين ونظرات عينيه الثاقبتين ، هنا أقيموا مدرسة ، وجامعة ، ومصنعا ومطارا ، وشارعا ومسجدا ، وسوقا تجاريا ومدينة سكنية ، وغدا ستصبح الإمارات صانعة المعجزات .
اليوم وكل يوم أبناء ( الإمارات ) كبيرهم وصغيرهم ، الذين عرفوه من خلال عطائه الذي لا ينضب جيل يتبعه أجيال ، يذكرونه بكل فخر واعتزاز ، لما صنع لهم سموه من أمجاد عامره وخيرات وافره يتنعمون فيها ، ويتغنون به لابسي ، الأثواب ، والشماغ والعقال والبدلات والربطات ، وعطرهم يملأ أجواء الإمارات ، السائرين في أرضها المتنعمين من خيرها الوفير .
فالصحراء القاحلة تحولت إلى جنات خضراء ، تسر الناظرين إليها، لقد كانت طموحات سمو الشيخ زايد انه بالعزم والتصميم والإرادة صنع المعجزات و( المستحيل ) غير وارد في قاموسه، إنها قفزات نوعية تحققت في ارض( الإمارات ) ، فالصحراء أصبحت (مدن) مبانيها حديثة على أحدث طراز ، خرجت من تحت يدي سمو شيخها المغفور له الشيخ ( زايد ) اسكنه الله في الفردوس الأعلى من الجنة .
لقد آمن سموّه أن تقدم الشعوب يقاس بمستوى التعليم وانتشاره، وهو الاستثمار الحقيقي الذي سعى إليه (سموه ) من اجل الإنسان الإماراتي للعبور فيه نحو المستقبل المشرق . فكانت أولى مراحل تطور التعليم في عهده الميمون حيث وضع منظومة تعليمية حاربت الأمية وأخذت الدولة إلى أرفع مستويات التعليم . تعليم على يدي ( المطوع ) ،من مدينة ( العين ) كانت أولى خطواته في ممارسة تجربة الحكم من هناك عينه بدأت في التقاط جوانب المسؤولية عندما عين ممثلا للحاكم في المنطقة الشرقية عام( 1946) م . وتولى (حكم ) إمارة أبو ظبي في عام( 1966) ، فكانت انطلاقته ، حيث بات شخصية قوية يحسب له ألف حساب ، تميز بالمستمع الجيد، فخلال فترة حكمه حظي الشيخ زايد، رحمه الله، بمكانة رفيعة المستوى ، عند جميع القادة العرب، وهذا ما مكنه من القيام بدور الوسيط بينهم في أكثر من مناسبة، كما كانت مواقفه المشرفة والأصيلة حاضرة في كل مناسبة.
فكان حاضرا في إصلاح ذات البين ( فكاك النشب ) ، وعمل على توطيد العلاقات العربية الأصيلة ومد جسور دعائم القبائل الإماراتية وأعرافها من خلال حزمة ومشاركته في حل النزاعات، الداخلية والخلافات الإقليمية والعربية ، والدولية طيلة مدة حكمه.
أمير الطيب وعقيد القوم وشيخ ألمرجله والكرامة والشهامة، سعيد الحظ من وقف قدامه وسمع كلامه ، ودونه في قاموسه ، وسجله بفكره وإحساسه ، وأصبح رصيد في حسابه .
وقد سعى الشيخ زايد، رحمه الله، منذ إعلان الاتحاد وقيام الدولة ، إلى توفير الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين ، فيها عبر بناء شبكة متطورة من المستشفيات الحديثة ، والمراكز الصحية النموذجية ، والصيدليات، والمستودعات الطبية، ومراكز الرعاية الصحية، ومراكز رعاية الأمومة ، التي تقدم خدماتها الصحية التشخيصية والعلاجية والوقائية ، وقد قفزت الأعداد بشكل ملحوظ خلال فترات قصيرة لتصل إلى ما وصلت إليه الآن، وفق معايير عالمية للمواطنين والمقيمين ، على ارض الوطن ، من دون استثناء . وأمر سموّه بإنشاء الجامعات المعنية بتدريس الطب والعلوم الصحية في مختلف إمارات الدولة، وتم افتتاح أول كلية للطب في جامعة الإمارات عام 1984م .
هذه ديارهم بفضل سهرهم وتضحيات ، أمرائها شيوخها فرسانها ، سروج خيولهم فوق ظهورها مستعدون للنزال في ميادينها ، كلامهم أفعال وسيوفهم بأيديهم تلمع كنجومها .
أمير وطني له رؤية ثاقبة ورجل المهمات الصعبة والجولات اليومية الذي استطاع أن يكون ( أسطورة ) نجاح حقيقية فكان ( قاهر الصحراء ) رجل وضع يده مع أيادي ، شعبه العظيم ، وخاض معهم قصص ( التحدي والانجازات ) ، لم تمنعه مر الحياة وماّسيها وحسراتها بل دفعته معاناتهم إلى العمل في كل الجوانب في اصدق صورة من التكافل الاجتماعي والإنساني، يتكيف مع ابسط الأمور لإسعاد شعبه وزرع في نفوسهم الشعور ب( الفرحة ) لأنهم كانوا يؤمنون أن ( الفرح ) ثمرته ( النجاح ) . وبهذا مثل قوة التحدي فبدل الوجع والحسرة إلى غراس نجاح ، فزرع الأمل بالحب والتفاؤل على قارعة الطرقات .
فخط بحبه المكنوز في ( قلبه ) ، نهضة وتطور دولة الإمارات ، وهو يتنقل من مكان إلى مكان آخر، فكانت ( انجازات ) زينت المكان وأسعدت الإنسان، هؤلاء هم الأمراء الذين يحكمون بطيبة ( قلوبهم ) شعبهم ، وحدهم من يصنعوا الحياة الحرة الكريمة لشعبهم، إذ عندهم كرامة الإنسان ، أغلى شيء وغايتهم عزة الوطن وازدهاره وتطوره ونمائه، وهذا نتاج الحب والمشاعر في قلوبهم ، في سبيل الوطن والمواطن تهون الصعاب .
كان يخاطبهم بلغته الشاعرية المحملة بالعطور والبخور ، ونتاجها زرع بشتى أنواع الورود ، تعج منها الروائح العطرية التي تقول: أهلا بكم في ( الإمارات) ، بالعطور نستقبلكم وفيها نودعكم .
أنجب سمو الشيخ ( زايد ) ، بسم الله ما شاء الله ( 19 أميرا ) ، من أمراء الشهامة والاستقامة من بعده تمسكوا بطيب أعماله ، وخصاله الحميدة ، مشوا على درب والدهم ( أميرهم ) ، وعلى مواقفه العربية الأصيلة التي تربوا عليها منه وعنوانها ( نخوته ) ، ربى (اسودا ) في كل حقل يعملون ، كل يتفنن بخصاله وسيرته العطرة .
فترى كل من في ديارهم مسرور في عمله ، ( الساجـد والعامل وطلاب العلم والجنود ) حماة ( الأرض والإنسان والمقام )، يدعون الله أن يحمي الأسود ( الأمراء ) ، وكثير من بيوت الله بنيت ، من أموال الإمارات تبرعات ، وفي قبلتها يتوجهون بالدعاء ، أن يحفظ دولة الإمارات (أرضا وشعبا وأصحاب السمو الأمراء الشيوخ .
ومن الناحية الاقتصادية، نجح الشيخ زايد، رحمه الله، في توظيف عائدات النفط في بناء اقتصاد قوي ومتماسك مما وضع دولة الإمارات العربية المتحدة في مصاف الدول المتطورة اقتصادياً في المنطقة والعالم .
أما على صعيد العمل الإنساني، فقد أكسب الدولة سمعة دولية في العمل الإنساني والخيري من خلال دعمه عدد من القضايا الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وهو النهج الذي لا زال قادة الدولة يسيرون عليه حتى يومنا هذا.
كل الألقاب التي تليق به فهو أمير الطيب والكرم وعقيد القوم وشيخ ألمرجله والكرامة والشهامة، وطويل البال والحكيم وواسع الصدر والبصيرة و( حكيم العرب)، وإصلاح ذات البين ( فكاك النشب ) وقاهر الصحراء ، ومهما تعددت الأوصاف والألقاب التي لقب فيها ، يبقى ( زايد ) الخير حاضرا في كل الأوقات . هكذا الطيب يذكر صاحبة فيضرب فيه ألمثل ( ما فيه أكرم من سمو الشيخ زايد ) . الذي لازمه حتى يومنا إنها (مكارم أخلاقه وكرمه العالي المستمر طيلة حياته وبعد رحيله.
و( القوات المسلحة الإماراتية ) الجيش حامي حدودها أرضها وشعبها وأجواءها ومياهها ، ومكتسباتها أمنها واستقرارها في ليلها ونهارها ، بظل راية حكامها، ففي عام 1976م أمر المغفور له بإذن الله الشيخ ( زايد بن سلطان ) وأعضاء ( المجلس الأعلى للاتحاد ) ، توحيد ( القوات المسلحة ) تحت (قيادة مركزية واحدة وعلم واحد ) ، وبهذه المناسبة تحتفل ( القوات المسلحة الإماراتية ) ، كل عام بيوم توحيدها ، في اليوم ( 6 ) من الشهر الخامس، وكان أول رئيس للأركان في دولة الإمارات اللواء ( عواد الخالدي) .
فهذه لانجازات التي حظيت فيها الإمارات وملأت أرضها وصلت إلى كل ذرة من ترابها الطهور ، فجعلت مشاعر المواطن الإماراتي والعربي يترحمون على روح الميت الحي المغفور له سمو الشيخ( زايد ) رحمة الله ، رحمة الأنبياء والأولياء الصالحين والشهداء الأبرار، ومن بعده المغفور له سمو الشيخ ( خليفة بن زايد ) طيب الله ثراهم ، ويرفعون اكفهم إلى السماء يدعون الله أن يغفر أن يغفر لسموهما وان يسكنهما جنات النعيم .
وبرحيل سموه فقدت دولة الإمارات والدول العربية والإسلامية ودول العالم أميرا من أمراء الخليج العربي المخلصين للبشرية، وكان المجلس الأعلى للاتحاد قد عقد اجتماعا بحضور سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، والشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، والشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، والشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، واتخذ قرارا خلال اجتماعه في قصر المشرف ب أبو ظبي برئاسة سمو الشيخ ( محمد بن راشد آل مكتوم ) نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء ، حاكم ( دبي ) بانتخاب سمو الشيخ ( محمد بن زايد آل نهيان ) رئيساً للدولة. خلفاً لوفاة رئيس الدولة سمو الشيخ ( خليفة بن زايد آل نهيان ) عن عمر ناهز 74 عاما .
وقال سمو الشيخ ( محمد بن راشد آل مكتوم ) إن ( المجلس الأعلى للاتحاد ، انتخب أخي صاحب السمو الشيخ ( محمد بن زايد آل نهيان ) رئيسا للدولة ، و( محمد بن زايد ) هو ظل ( زايد ) وامتداده فينا، ومؤسس مئوية دولتنا، وحامي حمى اتحادنا. نبارك له ونبايعه، ويبايعه شعبنا وتنقاد له البلاد كلها ليأخذها في دروب العز والمجد والسؤدد بإذن الله ) . ويأتي ذلك بعد وفاة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بعد مسيرة حافلة بالازدهار على مدى( 18 ) عام .
ويذكر إلى انه في عام ( 2003 ) أصدرَ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مرسوما أميريا بتعيينِ سمو الشيخ ( محمد بن زايد ) نائبا ( لولي العهد ) ثم تولى (العهدَ ) عامِ 2004م ، وبنفس العامِ ذاتهِ تولى منصبَ رئيسِ المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي .
ونال سمو الشيخ ( محمد بن زايد ) رتبة ( فريق) عامَ 1994. وبعدها بعام أصبح نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة. سدد الله على طريق الخير خطاة ، وأعانه على حمل الراية عالية خفاقة .
وبعد ستبقى إمارات الخير بإذن الله بالعز ( منارة ) ، وانجازاتها (زاهية ) بظل ( حكامها أمراءها ) ويبقى سكانها يعيشون برغدها ، والله من كـريم عطاياه يهبها . شعب عربي يمتزج طيبه برائحة بهارات أكلاتهم الشعبية وحسن ضيافتهم العربية العابقه من تاريخهم العريق، وفي مساجدها وبيوتها وأرضها يدعون لهم في كل ( صلواتهم ) بسجودها وتسبيحها الله يحفظ أقمارها ( أمراءها ) شيوخها يرفعون بنيانها (أمراء ) الوسامة والشهامة والاستقامة.
أطال الله بأعمار أصحاب السمو أمرائها، وأدام الله على الإمارات الخير والعز ونعمة الأمن والآمان وحفظكم الرحمن .