يقول الشاعر:
اعلل النفس بالآمال ارقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
كلما اقترب اليأس من الإنسان يقاومه بالأمل واستشراف المستقبل وتمنى احوالا أجمل وواقعا افضل وشموخا وعزة وكرامة ولا ينقطع الرجاء الا حينما تضيق الدنيا ذرعا بما فيها ويحترق الأمل ويتضعضع الحال وتغلق الابواب ويسود الحزن، ولكن عند الله رجاء لا ينقطع وأمل لا ينضب.
يحترق الأمل عندما تقرأ عن حجم ونوع الفساد في تقارير ديوان المحاسبة وتكرار الجرائم المالية لسنوات عجاف تتعاقب ولا تسمع عن حساب عسير لمن اقترف هذه الآثام والموبقات.
ويحترق الأمل حينما تنظر إلى أداء المجالس النيابة ويتبدل صنيعها من الرقابة والمحاسبة إلى التبصيم وهزالة الدور، ومن الانتخابات إلى التعيين لمن ليس هو اهل للموقع.
ويحترق الأمل حينما ترى مشاريعا طرحت من سنوات تنفذ ببطء وتوقف وهدر للمال والوقت.
ويحترق الأمل حينما ترى المطبات العشوائية وغير المنظمة والمتكررة التي تسبب الحوادث وتعرقل حركة السير وتوقع الأذى في المركبات وتتنامى يوما بعد يوم دون أن يحرك مسؤول ساكنا تجاه هذه الظاهرة المؤلمة.
ويحترق الأمل حينما ترى شوارع مهترئة مليئة بالحفر والانحرافات والأتربة والحجارة ولم تجد من يصلحها.
ويحترق الأمل حينما ينصب من هو ليس أهلا للمسؤولية في المواقع القيادية والالتفاف على القانون وتعيين الأقارب وأصحاب العلاقات والمصالح ومن يمتلكون الواسطة والمحسوبية في أعلى سلم الهرم الوظيفي.
ويحترق الأمل حينما ترى من يرتاد المساجد وهو يمارس المنكرات ويخون الأمانة ويتعالى على القوم.