مقتل الرجل الستيني بسبب أولوية المرور أمس في إربد، وتكرار مشاهد العنف والمشاجرات والنزاعات بسبب مواقف بسيطة وعابرة يمكن غض النظر عنها وتمريرها بسلام، أمر يقرع ناقوس الخطر ويهدد السلم المجتمعي في مجتمعنا، في وقت نحتاج فيه لرص الصفوف والتكافل أكثر من أي وقت مضى.

وأمام حالة الفقر والبطالة وضيق الحال الإقتصادي الذي أصاب الناس، فإننا بالتأكيد لا نحتاج مزيدا من الضغط وتبعات الخلافات في المحاكم والسجون والقضاء العشائري والجلوات وغيرها.

مراكز الشرطة والمحاكم والسجون حقيقة أصبح شغلها الشاغل قضايا المشاجرات والعنف، وحتى جامعاتنا لم تسلم، بينما في دول الجوار كالخليج ومصر والشام ولبنان لا يحدث لديهم ذلك، ودول العالم تعدت ذلك منذ عقود طويلة أيضا وإنشغلت بتطوير إقتصادها ومناحي الحياة لديهم وضمان مستقبل أجيالهم، فماذا أصابنا ولماذا ولصالح من؟.

كل ذلك أمر يتطلب "وثيقة شرف مجتمعية" تصل الجميع في مدن وقرى وبوادي ومخيمات المملكة؛ مدارس وجامعات ومؤسسات مجتمع مدني وكل مفاصل المجتمع الأردني الطيب الكريم، لتعيد التأكيد على سماحة ديننا الحنيف "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس"، ووصية رسولنا عليه السلام لأحد الصحابة عندما قال أوصني يا رسول الله، فقال عليه السلام: "لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب".

وعليه فإنه قد بات لزاما علينا جميعا أن نتفق ونتعاهد على ما يلي حفاظا على السلم المجتمعي في وطننا العزيز:

1- الغضب والإنفعال في غير مواقعها الصحيحة ليست من الرجولة.
2- التسامح والتنازل وتمرير المواقف العارضة من صفات الرجولة وشيم الكبار.
3- مجتمعنا متماسك متكافل متحاب وطيب بعاداته وكرمه وأخلاقه.
4- كل إنسان لديه ظروفه ومعاناته ولا يجب أن نرهق بعضنا البعض بمزيد من مشاق الحياة.
5- موقف بسيط يمكنك أن تعديه قد تدفع ثمنه نفسا برقبتك ليوم الدين، فتقضي حياتك بالسجن وتشتت أهلك وأسرتك وتفقد مستقبلك، أو قد تصبح ضحية، لا قدر الله تعالى.
6- من الشجاعة بمكان أن تكون الكبير وتتنازل، فموقف عارض وطارئ لن يختبر رجولتك .
7- القانون يكفل حق الجميع وهو مرجعيتنا أمام أي أمر يتطلب ذلك.
8- نتعاهد جميعا على نبذ العنف ودواعيه وعلى تعزيز السلم المجتمعي.