حديث الرئيس .. بين التفاؤل والصدقية
محمد حسن التل
02-12-2022 11:08 PM
من أبرز ما يميز رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أنه عندما يتحدث يكون منطقه منطق رجل دولة، وليس فقط رئيسا للحكومة، فتلحظه يتحدث لمستقبل الدولة القادم، وعمل المسؤولين والحكومات المتراكم.
في حديثه للتلفزيون الأردني اليوم ضمن برنامج ستون دقيقة الذي يقدمه الزميل المخضرم عمر كلاب، كان الرئيس يستعرض بكل ثقة ما أنجزته هذه الحكومة لتؤسس قاعدة إصلاحية طويلة الأمد، ليكون الأردن متجاوبا دائما مع متطلبات المستجدات على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية.
زيارة الملك لدار رئاسة الوزراء مؤخرا وترؤسه لمجلس وزرائه يؤكد كما يؤشر رئيس الوزراء دائما على أن الملك عبدالله الثاني يقود مشروع الإصلاح الوطني بنفسه، ويرعى مراحل تنفيذه بعين ملكية راصدة، وكانت الزيارة الملكية من محطات التوجيه الملكي لمسيرة المشروع ودخوله الآن في مرحلة التنفيذ، وستخضع هذه المرحلة للرقابة الملكية الصارمة، حيث ستوضع تقارير كل ثلاثة شهور أمام الملك ليتم تقييم الإنجاز والتأشير على مكامن التباطؤ والتعطيل، وسيتحمل كل مسؤول نتيجة ضعف أدائه.
لم يعد هناك مجال لترف التسامح مع كل من يحاول بقصد أو بدون قصد تعطيل مفصل من مفاصل المشروع الوطني، كما قال الرئيس أمس أننا أمام محطة تاريخية مفصلية لإتمام مشروع حماية دولتنا وهذا لن يتحقق إلا بالمشروع الملكي للإصلاح الذي يخاطب الحاضر والمستقبل بكل صدقية وشفافية ومصارحة تامة، والتأشير بجرأة إلى مكامن الخلل والتباطؤ، كل هذا يلتزم به رئيس الوزراء ووزرائه أمام الملك والأردنيين، بل وأمام التاريخ الذي سيسجل هذه المرحلة الوطنية بسطور كثيرة ودقيقة.
الرئيس الخصاونة عندما يؤكد التزامه التام وحكومته بخطة التحديث الاقتصادي، فإنه بذلك يخاطب الرؤية الملكية في هذه المرحلة الهامة من حياة الإنسان الأردني، كما يؤكد أننا ماضون دون تردد نحو المستقبل.
نعم الرئيس متفائل ويحق له ذلك، فوضع كوضع الأردن الجيوسياسي وسط كل هذه الحرائق الإقليمية والدولية، وقد نجا من ارتداداتها التي هددت وجود دول كثيرة، وتسببت للأردن بالذات بظروف اقتصادية معقدة سواء على مستوى الطاقة التي دعمتها الحكومة من الخزينة لفترات طويلة، الأمر الذي رتب مبالغ هائلة على هذه الخزينة، إضافة إلى ملايين اللاجئين على الجغرافيا الأردنية، يستطيع بهذه الأوضاع الاقتصادية المعقدة أن يحقق نسوا اقتصاديا يفوق كثير من دول العالم، باستثناء الدول ذات الاقتصاديات العملاقة صاحبة الموارد الطبيعية الهائلة بحق لرئيس حكومته أن يتفاءل
إن النمو الجيد وارتفاع الصادرات بنسبة 20% بدون الفوسفات والبوتاس يؤشر على أننا اقتصاديا نسير بالاتجاه الصحيح، ناهيك عن النمو في قطاع السياحة.
المشروع الاقتصادي الوطني الكبير الذي يرعاه الملك وتنفذه حكومته مشروع طموح وتراكمي، ونتائجه لا بد أن تظهر وتكون ملموسة للناس في الوقت المناسب إذا صبرنا وتعاونا وابتعدنا عن التصيد والسوداوية فسيكون لنا أيام أفضل.. المسؤول المطلع كرئيس الوزراء يكون واثقا عندما يتفاءل لأن التفاصيل أمامه، ويتحدث بناء على فرضيات علمية وأهدافا طموحة وربما ليست سهلة، ولكنها قابلة للتحقيق، ويجب علينا كما قال الخصاونة ألا نستسلم لروح التهكم، بل العمل على رفع المعنوية الوطنية.
الرئيس كعادته تحدث واثقا صادقا ولم يفرط بالوعود، بل تحدث بالممكن وهذا ما أكده عندما جال محافظات المملكة كلها متحدثا بخطاب الصدقية المطلقة.
ومن مؤشرات صدقية الحكومة في الأداء كان حين قالت إنها لن تقترب من رفع الضرائب وأسعار الخبز، وسيستمر دعم الخبز بقيمة مئتي مليون دينار من الخزينة، وكان ما وعدت..
المسؤول الواثق وصافي الذهن إلا من الهموم الوطنية لا بد أن يكون أداؤه متميزا وذا مصداقية كما هو رئيس الوزراء رجل الدولة الدكتور بشر الخصاونة.