الإخصاء .. هي تلك العملية التي يتم من خلالها بتر الخصيتان للرجل مما يجعله غير قادر جنسياً، فكانوا يستخدمونهم في القصور ودور الحكم دون الخوف على الحريم من وجودهم.

وأصبحت العلاقة بين الإخصاء والسلطة علاقة متلازمة حتى بدايات القرن العشرين والذى فيه تم القضاء على العبودية والرق وبذلك لم يعد لهم ذكر في التاريخ الحديث.
ولكن التاريخ حمل معه الكثير من تطورات الحالة للخصيان منذ انتهت قصة " العبد كافور الذي حكم ٢٣ عاماً من حدود مصر إلى الشام بعدما سيطر على السلطة وقتل أبناء الخليفة .

وكان قد نشب بينه وبين الشاعر المتنبي خلاف فقام الأخير بهجاء كافور الذي طارده فهرب المتنبي بعيداً .

هنا أصبحت عملية مطاردة السلطة لكل من يعارضها والخارجين عليها عملية "ممنهجة للإخصاء الفكري " يقودها الخصيان الذي احتموا في قصور الحكم وكواليس الحكم وكرسوا السلطوية ويمنعون كل من يحاول التطوير والتقدم .

لقد انفرد وزير الدعاية النازي" جوبلز " في عهد هتلر في كونه أشهر "إخصائي للعقول" عرفه التاريخ الحديث ، يقول قبل الهزيمة في الحرب العالمية الثانية 1943 " سيذكرنا التاريخ سنكون من كبار الدولة فى كل زمان أو من كبار المجرمين " .

الظهور الجديد !!
الحاجة الماسة في مرحلة الإقلاع من جديد تتطلب البحث وبصورة ملحة إيجاد عقول مفكرة تساعد في بناء المستقبل المنشود وهذا ما تفعله المجتمعات عبر العصور.
النتيجة لم تكن متوقعة ، فلم يتم العثور على تلك العقول والنوابغ المطلوبة ، فما كان من أصحاب المهمة المكلفون الضعفاء " المخصصين الجدد " حل سوى الاجتهاد وترشيح أنفسهم ومن حولهم لإدارة مرحلة الإقلاع والانطلاقة التي يترقب الجميع نتائج إيجابية في ضوء الرؤية المستقبلية.

كيف نعرف الخصيان..؟
يكون القائمون من الخصيان على صناعة المستقبل شركاء ، وتجمعهم قواسم مشتركة من حيث التشابه والتشابك والتناغم، والرقص والهز واللز ، والولائم والرمارم ،والتفكير والتدبير والتحريم والتحرير ، والتطبيل احتفالًا بنجاحهم وخسارتنا لكل شيءٍ وكانت مهمتهم الرئيسية @خَصي العقول ".
لم تكن صدفة عدم وجود العقول فمن أدرك أن هناك فرصة للنجاة من مشروع خصي العقول الممنهج منذ عقود ، غادر من ملاعبهم ورفض الواقع المفروض وهاجر لواقع ومستقبل مجهول لكنه يحترم العقول .

كيف يعمل الخصيان الجدد.. ؟
على مر عقود من الزمن وضِعَت مخططات ليتم دمغجة أدمغة الناس وبكل الوسائل المتاحة ، فالمناهج الدراسية والإعلانات والأعلام والثقافة الدخيلة المستوردة ، ونماذج الناجحين المشوهة بالمثليين واللادينيين والدعم المطلق لكل من هو شاذ فكريًا ومتعاطي للمخدرات الفكرية المسمومة ، ليتوج ويكرم من كل تلك الجهات المتنفذة دوليًا ومحليًا وتسلط عليهم الأضواء لتضليل الأجيال القادمة بطرح النماذج المطلوبة ، فتتحقق نظرية القطيع والتبعية لكل ما هو سخيف ومخيف وبلا قيمة.
من هم خصيان العصر الحديث…؟

نعم صحيح… هم من العبيد الضالين

هذا عمل ممنهج مارسته الفئة الضالة وأعوانها من محور الشر ، هؤلاء الذين عرفناهم بأفكارهم ومواقفهم وفسادهم ، هؤلاء الذين يتآمرون على الشرفاء وأصحاب الفكر والعقول النيرة ، هم عبيد تم خصيهم في محافل الشيطنة فما عاد منهم رجل ولا عادت منهم امرأة ،دينهم دنانيرهم ، يعبدون سيدهم وكبيرهم الذي اشتراهم ، لا يحرمون ولا يحللون كل ما يهمهم أنفسهم ومكاسبهم ، تعرفونهم وآبائهم من قبلهم ، كلهم رواد المحفل حيث ركعوا ودشنوا .

كيف مارسوا خصي العقول ؟ …
مارستها العديد من المجتمعات على مدى العصور ، هي سياسة خارجية داخلية يقودها أصحاب المنافع والمكاسب لأنهم ضعفاء، لايملكون قراراتهم باعوا أنفسهم في أسواق النخاسة ، طمعاً في المناصب والمراكز والسلطة ، هذه هي حال مجتمعات ولّت أمرها الضعفاء والجبناء ، فافسدوا فيها التعليم والتربية، وسخفوا الدين وروضوا العديد من العبيد لخدمتهم وحمايتهم من العلماء والمفكرين ورجال الأعمال والاقتصاديين، كيف ينتهي أمرهم بينهم …؟

في كل المجتمعات التي تصدر فيها الشخصيات المخصية زمام السلطة والمجتمع هزمت بشناعة ومزقتها الصحوة الفكرية والثقافية والاجتماعية وأصحبت مجتمعات بائدة حيث، هناك حيث كانت قصة الخصي سائدة.