رامي العناني الى جنّات الخُلد
نيفين عبد الهادي
01-12-2022 12:11 AM
تمضي الأيام «بحلوها ومرها» تفاصيل تطوي ساعات وأياما وأشهر، تأخد من سنين أعمارنا، بين فرح وترح، لكن تأتي أحداث تجعل من الألم والوجع حالة تؤثر على القلب والعقل، تحديدا عندما ترتقي روح من نحبّ الى بارئها، لا نبالغ إذا ما قلنا أنها تنسينا أفراحا كثيرة عشناها لتبدو أيامنا مليئة بالألم.
قبل أيام غادر الحياة الى دار الحق زميلنا الصحفي رامي العناني، ربما لم تمض مسيرته بالعمل الصحفي كثيرا كونه اختار العمل بالأعمال الحرة، فغادر جريدة الدستور حيث تزاملنا معه، لكنه بقي على تواصل دائم معنا، عنّي أقول لم تنقطع اتصالات رامي معي سائلًا مطمئنا ناصحا في بعض الأحيان، وأحيانا يستشير ببعض الأمور، فكانت اتصالاته ورسائله دائمة معي ومع زميلاته وزملائه.
لكن اليوم لم يبق لنا من رامي سوى هذه الرسائل سواء المكتوبة أو الصوتية، غادرنا رامي في وقت مبكّر وبسرعة وخفّة لم يشأ أن يرهق أيا من أحبّته، أسرع في خطوته نحو والديه رحمهما الله، وتحديدا لوالدته التي تركت وفاتها جرحا في حياته، اعتصره حتى لحق بها، رحمهم الله.
جريدة الدستور تبكيك رامي اليوم، كما بكت زميلنا الهادئ المبدع خالد الزبيدي، والزميل الذي لم يغلق بابه أمام مساعدة أي محتاج نايف المعاني والزميل الذي كنّا نعلم بدخوله أروقة الجريدة من صوته الذي يصل قبله، نبكي الحبيبة التي لم تفارقنا للحظة حتى اليوم بكلامها وحضورها وانسانيتها غادة أبو يوسف، التي لن تجف أعيننا من دموع حزننا عليها، نعم تبكيكم الدستور التي جمعتنا دوما عائلة واحدة أخوات وأخوة، هي اليوم تئن وجعاً عليك رامي ومن سبقك من زميلات وزملاء.
رامي استعجلت الرحيل رحمك الله تمكّن منك المرض، واستطاع هزيمتك كما فعل مع غادة من قبلك، أقسم انكما أوجعتما قلبي حدّ الألم والصراخ، رامي إلى جنّات الخُلد «يا رب» رحمك الله.
(الدستور)