إنتصار للصحافة .. وعنوان للاردن الحديث
نشأت الحلبي
27-10-2010 02:36 PM
هو إنتصار للصحافة بكل المقاييس، وهي سابقة تسجل في تاريخ الديمقراطية الأردنية، وعلامة مميزة بين كل الديمقراطيات العربية، بل وحتى الدولية، فأن يستقيل وزير في دولة تحسب على "العالم الثالث" لأنه أساء للصحافة، هذا بحد ذاته إنجاز تاريخي يسجل بكل فخر للأردن.
قصة إستقالة وزير البيئة بسبب إسائته للصحافة، تذكر بمقولة جلالة الملك عندما قال بأنه لا يجب أن يسجن صحفي لمجرد أنه أعرب عن رأيه، ويبدو أن الحكومة، أو بعض أقطابها، لم يفهمو الرسالة الملكية بشكل واضح، ومع كل أسف، فإن رئيس الوزراء شخصيا عمل بعكس المقولة في اللحظة التي جاء فيها رئيسا، فكانت أول المعارك التي "فتحها" مع الصحافة، ولكن، وللحقيقة التاريخية، فإن الصحافة صمدت، وخصوصا الصحافة الإلكترونية التي حاول كثيرون أن يقدمونها قربانا للحكومة، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، وأثبت الإعلام الإلكتروني، ببعض المواقع المميزة والوطنية وذات المهنية العالية، بأن صوت الإعلام الصادق أقوى وأعلى من أصوات المتآمرين والمبتزين.
يبقى التأكيد بأن ما بين سطور قصة الإستقالة، يكمن النَفَس الملكي، فمن الواضح بأن الملك كان الأكثر غضبا، والأكثر تفاعلا مع القصة، وهي رسالة أخرى من جلالة الملك للحكومة، ولربما للحكومات القادمة أيضا، بأن الصحافة خط أحمر ما دامت تتحدث بلسان الوطن والناس، ومن أجل الوطن والناس، ومن الواضح بأن هذه السياسة ستكون ولا شك عنوان الأردن الحديث في المرحلة القادمة، فلا كبت للحريات طالما أنها لا تتحدث إلا بالحقيقة وبعيدا عن الأهواء الشخصية وحرمات الشعب، ولا حبس إلا لمن يثبت بأنه أساء وإضطهد وإبتز وإستغل المناخ الديمقراطي لمصالح شخصية وغايات ابعد ما تكون عن مصالح الوطن وغاياته وقضاياه الحقيقية، وهذه تبقى عهدة في رقاب من يقوموا على الصحافة حتى يحافظوا عليها ويبنوا على الغرس الطيب الكامن بين سطورها والذي لا يحتاج الى كثير من التوضيح لأنه واضح كما الشمس.
Nashat2000@hotmail.com