بالتأكيد ؛ ليس كل شخص بقادر على تحمّل المسؤولية ، حتى لو كان ذلك على مستوى الأسرة الصغيرة ، فما بالك حين يتعلق الامر بمسؤولية تهمّ كافة المواطنين.

حين التقى جلالة الملك بأركان الحكومة قبل أيام ، وكان لقاء فريدا من خلال الطرح الذي قدّمه قائد البلاد ، والحزم الواضح في التوجيه وضرورة العمل ، حين ذلك يجب أن يتوقف الجميع إزاء ما جرى في ذلك الاجتماع الذي ترأسه جلالته .

كان الملك واضحا ، في تبيان معنى المسؤولية ، حيث أشار بأنّ أي مسؤول لا يرى نفسه غير قادر على تحمّل المسؤولية والقيام بها أن ينسحب حتى لا يقوم بتعطيل عمل الفريق .

كلام ملكي واضح ، وأعتقد بأن وزراء الحكومة ومن يتبعهم من مدراء وموظفين وصلتهم الرسالة دون رتوش ، فلا مجال للتراخي والتكاسل والعجز ، فالوطن يمرّ بمرحلة جديدة وهو يدخل المئوية الثانية .

الوزير يقوم بمهام مختلفة ، وهو قد أدّى القسم على كتاب الله للقيام بالواجبات الموكولة إليه بكل أمانة ، وهذا قسم عظيم يجب على كل مسؤول المحافظة عليه وتنفيذه بما يرضي الله والضمير والشعب .

نحتاج اليوم للمسؤول الذي يدرك أن المسؤولية عبارة عن تحمّل اعباء كبيرة ، ويجب عليه أن يكون على قدر عال من القيام بواجباته ، وغير ذلك فليغادر وليفسح المجال لمن هو قادر على ذلك .

أرجو أن تمثل كلمات الملك هاديا ومرشدا لهذه الحكومة والحكومات المقبلة ، وأن يفتح الوزراء أبواب مكاتبهم ، وينزلوا إلى الشارع ، فلا يمكن معرفة الهموم والقضايا دون الاختلاط بالناس ، فالمسؤول وجد لخدمتهم .. نعم خدمتهم فقط ، وأن لا يبقى في برجه العاجي بعيدا عنّا كما يفعل الكثيرين منهم .