النادلة الجائعة ( No , I am hungry )
عبد الجبار أبو غربية
27-10-2010 04:57 AM
كنا مجموعة من الزملاء نجلس في صالة الطعام داخل أحد فنادق عمان ذات النجوم الخمس, ولغاية في نفسي حددت تصنيف الفندق.
لقد كنا مدعوين على حفل عشاء فاخر, والقاعة مليئة بذوي الياقات المنشاة, والطاولات تعج بالنمامين الذين امتهنوا الغيبة والشغب على كل حكومة يتم تشكيلها ليبدأوا بالحديث عن تعديل وزاري قادم.
النادلة الاسيوية التي تحمل الطعام إلى طاولتنا لا علاقة لها بكل ما يجري, ولا يهمها إن استمرت الحكومة او رحلت, فهي كانت في واد والآخرون في واد مختلف تماما , إذ كانت تلك النادلة المخصصة لطاولتنا, تنقل إلينا أطباق الطعام, وهي غير مرتاحة, بل كانت متوترة وتنظر باتجاهات مختلفة وكأنها تبحث عن شيء ما... وتنظر إلينا لتصطنع بسمة , ولكنها بدت وكأنها مجبرة على الابتسام... بحكم عملها.
جميع الزملاء لاحظوا ذلك, فقال أحدهم : النادلة تندب حظها الذي أوقعها لتخدم مجموعة من الأدباء الصعاليك, فيما قال آخر ضاحكا يبدو أنها غضبت عندما سمعت من الطاولة التي خلفنا عن شائعة التغيير الوزاري ...!
وعندما عادت مرة أخرى بأطباق جديدة قررت أنا الاستفسار منها عن سبب تجهمها, وتوترها فسألتها قائلا: (Why are you angry ? ) فأجابت ( No , I am hungry (.
يا إلهي.. هل هذا معقول ... جائعة .... !!!
كيف .. جائعة ... وهي تحمل ما لذ وطاب من الأطباق الشهية ...؟
يا إلهي .. لا تجرؤ على تناول شيء منها ..وتبقى جائعة .. تنظر إلى ما تحمل من أطباق .. وهي جائعة ...!!!!
أكاد أقسم أن هذا أقسى أشكال التعذيب.
فأقول لهذه الفنادق ذات النجوم الخمس , كيف يمكن للنادلة الجائعة تقديم الخدمة المطلوبة للزبون الذي تخططون لعملية تنظيف جيوبه بفواتير هي الأعلى على مستوى العالم بالنسبة لمستوى الدخول .. !!!؟؟؟
لماذا لا يتم تقديم الأكل إلى موظفي صالات الطعام تحديدا قبل مواعيد الحفلات.. حتى يستطيعوا القيام بعملهم على أكمل وجه... ؟
ألم يصلكم المثل الشعبي الذي يقول ( طباخ السم يتذوقه ) أليس أقل من وجبة طعام لمن يحققوا لكم ارباحا طائلة بحسن استقبالهم لزبائنكم... وبحسن أدائهم لعملهم؟